كتبتها نريات
بعينين متكاسلتين كانت ميراندا تسكب كأساً من اللبن المنزوع الدسم... وقعت عيناها على الرقاقة الفضيّة الملقاة على طاولة المطبخ، اتسعت ابتسامتها ببطء و هي تتذكّر كيف وجدتها عالقة بطرف ردائها حين عادت من الخارج ليلة أمس
...
كانت هذه من ابسط الأدوات التي استخدمتها خلال مسيرة حياتها... حين ابصرتها تناولتها بلطف و قلبتها و لم تستغرق طويلاً حتى عرفت جهاز التنصت الدقيق... لم تحتج حتى لمعونة الموجات الكهرومغناطيسية لتميّزه... القته على طاولة مطبخها بلا اكتراث
...
اقتربت من الطاولة و طرقت كأس اللبن قرب الرقاقة الصغيرة بجذل محاولةً أن لا يصدر صوت لضحكتها و هي تتخيّل كيف اجفلت ذلك الشخص الجالس على الطرف الآخر محاولاً ان يلتقط أدنى صوتٍ تصدره... انحنت على الطاولة قليلاً و قالت بصوت مرتفع: مش معقول هاد الحرّ!
اقتربت من الطاولة و طرقت كأس اللبن قرب الرقاقة الصغيرة بجذل محاولةً أن لا يصدر صوت لضحكتها و هي تتخيّل كيف اجفلت ذلك الشخص الجالس على الطرف الآخر محاولاً ان يلتقط أدنى صوتٍ تصدره... انحنت على الطاولة قليلاً و قالت بصوت مرتفع: مش معقول هاد الحرّ!
كتمت ضحكتها و تناوت كأس اللبن و همّت برفعه الى فمها حين دقّ جرس الباب... نظرت الى الباب قليلاً ثم نظرت الى ساعة يدها و حدّثت نفسها و قد علت وجهها ابتسامة متسائلة: مين بدّو ييجي عندي الساعة سبعة و نص الصبح!!
قفزت من كرسيّها المرتفع برشاقة و فتحت الباب و وقفت في فتحته... نظرت مليّاً الى الرجلين، بدا انهما فنّيان و قد حمل أحدهما علبة معدات معدنية...
نظرت اليهما بتساؤل، فبادرها أحدهما بانجليزية ركيكية:
Good morning, Mr. Abu Ali say u live in his house!
ضحكت ميراندا و بادرتهما بعربيّة صحيحة: صباح النور... ايوه انا مستأجرة بيت حج أبو علي... اي خدمة؟
ظهرت علامات الدهشة على وجهي الرجلين اللذين انفجرا بالضحك و قال أحدهما: و الله حكالنا أبو علي انو اللي مستأجرة بيتو أجنبية، بس ما حكالنا انك بتعرفي تحكي عربي!
ابتسمت ميراندا بسذاجة و ردّت: لا بحكي و بغنّي كمان! تفضّلوا ايّ خدمة؟
ردّ احد الرجلين: على علمي انتي سكنتي و البيت مش مشطّب كامل، فا جبنا معنا طقم حنفية المطبخ مشان نركّبلك ايّاه!
ردّت ميراندا بامتنان و ابتعدت تفسح لهما المجال للدخول: ايوه عمّي كلامك مزبوط! مش عم بعرف استعملها! تفضّلوا تفضّلوا!
دخل الرجلان و باشرا عملهما بمهارة... فيما جلست ميراندا تراقب بانتباه... كانت المقابض كبيرة نوعاً ما... و لم يفت ذلك ميراندا... لم يستغرق معهما العمل أكثر من نصف ساعة، ثمّ لملما معدّاتهما، و استعدّا للخروج... و وقف أحدهما عند الباب يوصّيها: عمّو بدّك تديري بالك، السيليكون لسّا مش ناشف... ما تستعملي الحنفيّة من هلّأ، بدّك تستنّي شي ساعتين... و اذا يتعطيها مجال للضهر بيكون كثير أحسن
...
استمعت ميراندا لوصايا الرجل و هي تومئ برأسها موافقة... خرج الرجلان و وقفت ميراندا عند باب شقتها و ودّعتهما بعبارات الشكر: شكراً عمّو... يعطيكم العافية... شكراً كتير
استمعت ميراندا لوصايا الرجل و هي تومئ برأسها موافقة... خرج الرجلان و وقفت ميراندا عند باب شقتها و ودّعتهما بعبارات الشكر: شكراً عمّو... يعطيكم العافية... شكراً كتير
...
اغلقت باب شقّتها الاستوديو و وقفت تحدّق بالمقابض... اقتربت من الصنبور الجديد و وقفت تتأمّل المقبضين الضخمين بالأزرار الكريستالية التي تتوسطهما... كانت فكرةٌ ما تدور برأسها...
همست لنفسها: معقول؟ عند حنفيّة الميّ؟ اقتربت من المقابض جيّداً و حدّقت فيها عن قرب، و قالت بهمس تعمّدت أن تجعله مسموعاً: واو عمّو ابو علي! فعلاً بتتعامل مع صنايعيّة فنّانين! لكنّ ما كان يدور في رأسها كان شيئاً مختلفاً تماماً...
تناولت حاسوبها المحمول و جلست... انطلقت أصابعها تجوب لوحة المفاتيح بمهارة شديدة، ثم ضغطت مفتاح الادخال و انتظرت بضعة ثواني امتلأت الغرفة خلالها بأمواج كهرومغناطيسيّة لم يكن بقدرة أي جهاز آخر ادراكها لشبهها الشديد بالتشويش الطبيعي... و على شاشتها أومض زر صغير في الزاوية العليا
...
همست لنفسها: "آها"... و حين تموضع المؤشر على الزر الصغير المضاء، ضغطت مفتاح الادخال... فارتسم على شاشتها -التي لا تشبه بشكل من الأشكال لا مايكروسوفت ويندوز و لا أيّاً من البرامج المعروفة - نموذج شديد الدقّة لشقّتها، و على احد المقابض الضخمة التي تمّ وضعها قبل قليل كانت نقطة صغيرة تومض بشكل متقطّع
...
ابتسمت ميراندا لنفسها منتشية بذكائها محاولةً ان لا يظهر عليها أيّ شيء و حدّثت نفسها: آها... نشاط الكتروني... كنت عارفة انو هالحنفيات مش بريئة...
و دون أن تنظر باتجاه الصنبور فكّرت: الكريستال مش عالفاضي، مقصود مشان الرؤية خلالو تكون ممكنة... مافي غيرها... كاميرا! و الله انّك شيطان يا فؤاد! انتَ أو... و لم تكمل جملتها...
2 comments:
good writing Naryat! as usual...we will see where this is taking the characters...would be interesting.
جميل يا جمبل
الحلقة حلوة
لو مفيش حد يكتب انا هكتب
Post a Comment