Tuesday, August 14, 2007

الحلقة الخامسة عشرة \ الموسم الثاني \ ج2

كتبتها نريات
المشهد الاول

حدّق رزق في العصفور الواقف على يده... ملأته الدهشة و هو يراقب أغنية سامي يوسف تنساب من فم العصفور بدل التغريد... نفض يده ليبعد العصفور الغريب لكنّه لم يكن ليبتعد عن يده... بدأ يشعر بالضيق... نفض يده مرّة أخرى... ثمّ فتح عينيه فجأة ليدرك أن أغنية سامي يوسف لم تكن الا جرس هاتفه المحمول
!
تناول هاتفه بسرعة دون أن ينظر حتّى من المتّصل... ردّ باندهاش و بنبرة شبه حالمة: ألو؟

جاءه صوت شيماء من الناحية الأخرى ضاحكاً مليئاً بالحيويّة: صباح الخير... ازيّك؟

رزق: اه!... صباح الخير! شيماء؟

شيماء: و مين هيضربلك تلفون من وشّ الصبح الّا شيماء
ابتسم رزق ناسياً أن الهاتف لا يحمل الابتسامات... لم يكن قد استيقظ تماماً بعد...
فاستحثّتهُ شيماء: ألووو؟ انتَ معايا؟

رزق(متذكّراً كل شيء فجأة): آه... ايوه... سوري يا ماشا أنا لسّا صاحي
...
شيماء (ضاحكة): آآآ... مهو انا استاهل برضه! حد يتكلّم الساعة تمنية ووو (ناظرة الى ساعتها) سبع دقايق و عشرين ثانية

رزق: لا معلش... حصل خير

شيماء: انتَ عارف ان احنا مبارح و احنا متّاخدين في المدوّنين و اجتماعهم ده نسينا انّ النهاردة في ورشة عمل!
رزق: يوووه... و هتروحي؟ دوشة و ناس كتير و كلّو كلام لا يودّي و لا يجيب
شيماء: أهو حاجة من ريحة المخيّم اللي جايين علشانو! يللّا بقى بلاش كسل... جهّز نفسك و كلّمني علشان اعرف امتى بالزبط انزل من الأوتيل
...
رزق: هيّ ورشة العمل دي الساعة كام؟

شيماء: هداشر... و هتفضل شغّالة للمسويّة كده
...
رزق: اوكي... أنا ساعة ان شاء الله و هكلّمك
...
أغلق رزق هاتفه و ألقاه على الكومودينو المجاورة... القى بنفسه على السرير... و عادت به أفكاره الى مصر... الى كليّة الطب... تذكّر فتاته... لماذا يجرؤ على الحديث مع جميع الفتيات و لا يجرؤ حتى على القاء التحية عليها! لم يعرف حتّى ما الذي ذكّره بها الآن...
هزّ رأسه بسرعه و همس: انسى يا رزق! ده انتَ حتى ما تعرفهاش

تذكّر رزق رفيقة رحلته المصريّة و ابتسم، انّها صديقة رائعة و مرحة، و ضحك رغماً عنه حين تذكّر اخطاءها العفويّة التي لم تتوانى أن تضحك عليها هي نفسها... انها لا تتوقّف عن الحديث... و هو لا يتمالك نفسه فتنهال عليه الأفكار و الأحاديث حين يكون برفقتها... و أحياناً يعلو ضحكهما كاثنين لا يحملان ايّ هموم...
جلس على السرير و أنزل قدميه... و استعدّ للوقوف و الذهاب الى الحمّام ليستعدّ لنهار حافل
********
المشهد الثاني

في مكانٍ ما... كان هناك رجل يجلس في غرفة مغلقة... مشبّعة بضباب السجائر... أطبق على سيجارته بين شفتيه... و عبر الدخان المتصاعد كان ينظر الى الشاشات الكثيرة حوله... و كانت يداه تتجوّلان فوق المفاتيح و الأذرع التي انتشرت على الرقعة التي أمامه... و على احدى اللوحات الرقمية الصغيرة التي كانت أمامه، انحنى و قرأ الرقم، ثم ضغط بضعة مفاتيح، و أدخل رقماً معيّناً... فأومضت احدى شاشات العرض التي ملأت فراغ الجدار المقابل له و اختفى المشهد السابق لتظهر شقّة ميراندا... فتناول سيجارته بين أصابعه بعد أن فرغت يداه و جلس يراقب الغرفة الهادئة التي بدت أمامه...
كانت طاولة المطبخ الصغيرة تظهر أمامه مباشرة بكراسيها الأربعة... و بعدها كانت هناك مساحة فارغة تفصل الطاولة عن باب الشقّة... و بجانب الباب علّقت لوحة فنّية اتسمت بألوانها الهادئة... و كانت الأرض المغطّاة بالخشب مفروشة ببساطٌ صوفيّ انيق... و في ركن الشاشة الأيمن ظهرت زاوية الشقّة و قد ترتّبت فيها بضعة قطع من الكنب... و على الأرض كانت هناك قطعة من السجاد الوثير المليء بالزغب
...
و فجأة قطع الصمت صوتٌ كرنين الجرس صدر من حاسوبٍ محمول كان ملقى على احدى الكنبات
...
و على الجهة الأخرى... عبرت ميراندا الصالة مسرعة و هي تتقافز برشاقة ثم ألقت بنفسها على الكنبة الوثيرة... و بمهارة تناولت الحاسوب متفاديةً وصلة الانترنت التي تدلّت منه و وضعته في حجرها
...
ابتسمت بجذل حين فتحت بريدها الالكتروني و رأت اسم المرسل... و لم تنتظر قبل أن تشغّل برنامجاً لا يمت بصلة الى أي من أنظمة التشغيل المعروفة... و ارتسمت على شاشتها نافذة احتلّ فراغ للكتابة مكاناً كبيراً منها... و تتالت الأسطر... بضعة أسطر منها، و بضعة أسطر من الجانب الآخر
...
أغلقت ميراندا بعد ذلك حاسوبها... عبرت فراغ المطبخ... و اختفت في الزاوية اليسرى من الشاشة التي يراقبها الرجل الذي يجلس في الغرفة المليئة بالدخان... و لم تعُد مرئيّة له
...
على شاشة أخرى جانبيّة، و مع استمرار الشاشة الرئيسية بمراقبتها، أعاد الرجل المشهد الى الوراء... و أعاد اللقطة التي تناولت ميراندا فيها حاسوبها... و أوقف المشهد... قرّب المشهد، و ركّز على وصلة الانترنت التي تتدلّى من خلف الحاسوب... نظر اليها مليّاً، و قال لنفسه: شو استفدنا من كلّ هالتعب اذا هيك
تناول الرجل هاتفه الخلوي و أرسل الرسالة التالية
"مرحبا صديقي... الجدول اللي عم يفوت على أرض الفلّاحة عم يحمل رمل كتير و مش عم نعرف اشي عنّو... لازم تحفر بطريقو و تفحصو..."

3 comments:

mala2e6 said...

نرنر

قلت لك و بعيد كمان مرة عشان الحبايب

كتابتك بروفيشنال و حلوة و ممتعة و يسلمو هالايدين اللي طبعوا و المخ الي مخمخ

Anonymous said...

lol
thx mala2e6... Allah yes3edik...

Me said...

ReeeeeaaaaaaaaaaaalllllllllyyyyyyyyGood!!
i think you have raised the bar too much, now it will be hard to catch up to your style in writing!