كتبها احمد ثروت
المشهد الاول
" صباح الخير" قالتها ميراندا لداليا التي التفتت لها مبتسمة ثم قالت : " يسعد صباحك ، اكيد يومي حلو بما انه بدا فيكي "
بادلتها ميراندا ابتسامة صغيرة حنونة وقالت : " كيف البيت معاك يوم الخميس ، ياريت ما سببتلك مشاكل بس
"
قالت داليا : " شوية كلام بيوجع ومر الموضوع بسلام ، ما تشغلي بالك .. بس احنا قضينا وقت كتير حلو يومها انا عمري ما انبسطت هيك ، لازم نبقى نكررها
قالت داليا : " شوية كلام بيوجع ومر الموضوع بسلام ، ما تشغلي بالك .. بس احنا قضينا وقت كتير حلو يومها انا عمري ما انبسطت هيك ، لازم نبقى نكررها
"
ابتسمت ميراندا في خبث ثم قالت : " أي وقت تحبيه يا حياتي "
ابتسمت ميراندا في خبث ثم قالت : " أي وقت تحبيه يا حياتي "
داليا : " انت اللغة اتحسنت معاك كتير ، انت كمان صار معك لهجة "
هزت ميراندا كتفها في جذل وقالت : " اظن شهر كفاية للغة ! "
ارتقى حاجبا داليا اندهاشا ولكنها لم تعلق بل قالت : " تحبي نروح الكافيتريا ؟
" ردت ميراندا : " يا ريت.. انا ما قدرت اشرب قهوة الصبح كنت مستعجلة ، لسه عندي مشاكل مع قهوتكم ،الفنجان منها بكوب كامل من قهوتنا "
قالت داليا : "كل شي بخيره عندنا هون ، يلا نروح" وسحبتها من يدها وميراندا منقادة معها ، اتجهوا للمقهى القريب وطلبت كل منهما مشروبها .
" اهلا يا دكتور علي " قالت داليا وهي تخاطب استاذها ورفيقه الذي تعرفته داليا والذي كان قد تعرض لهم من قبل
،فرد الدكتور علي : "اهلا داليا كيف الدراسة معك " وانخرطا بعض الوقت في مناقشة موضوع دراسي لها فوجدت
ميراندا نفسها فريسة لعماد " الرجال ما اقذرهم ان حكمتهم هرموناتهم " خطر ببال ميراندا هذا وهي تنظر لعماد وهو يتهيء ليخاطبها ثم قال " ما اتعرفنا المرة الماضية "
فاصطنعت السذاجة ثم قالت " تحب نتعرف "
ارتبك عماد قليلا ثم قال : " اذا كنت فاضية اليوم على الغدا " ، لقد ملت ميراندا من تلك المحاولات التي لا تنقطع
من الشبان للنيل منها ، أيحسبها الجميع سهلة المنال ان ضاق البنطال على خصرها قليلا ، ولكن هذا
يكفي ، ستحظى ببعض المرح هذه المرة ، لاذت ببعض الصمت قليلا وهي تتأمل وجهه و تتلاعب بقسمات وجهها
بين ابتسامة وشرود وعبوس ولم ترفع عيننها عنه ووجهه يتهاوى مع كل نظرة منها، ثم قطعت الصمت وقالت : "
أظن اني فاضية ... أنا ميراندا "
رد عماد وقد بدأ يتصبب عرقا : " جميل ... تحبي أمر آخدك من وين "
قالت بلهجة شبه آمرة : " البوابة الرئيسية الساعة 2 " وأكملت كمن لا يعني ما يقول " يناسبك هالحكي؟؟ "
رد عماد بحماس : " ممتاز ...أوعدك بقعدة تفوق الخيال ، بكون هناك في الموعد "
قالت ميراندا : " ياريت تبقى هناك لاني ما بحب التأخير "
قال عماد : " انا مواعيدي على الساعة ماشية "
كانت داليا قد انهت حديثها مع استاذها ثم قالت لميراندا : " يلا نمشي "
فقالت ميراندا : " يلا "
فوجهت داليا كلامها للدكتور علي وقالت : "انا مضطرة استأذن هلأ يا دكتور عشان عندي محاضرة
" قال الدكتور علي : " ماشي يا داليا
، ولو احتجتي اي شي ما تترددي تحكي معي.. أنا في المكتب كل يوم من الساعة 8 للساعة 11 " ثم خاطب عماد "
يلا يا عماد "
قال عماد " يلا " والتفت لميراندا وقال " على ميعادنا " فغمزت له ميراندا ثم افترقوا
.
وما ان ابتعدوا مسافة كافية عنهم حتى قالت داليا لميراندا : " المفروض اني أغار لان هدا كان عريسي وانت
خطفتيه مني "
تعجبت ميراندا وقالت : " مش انت بتحبي حسام "
قالت داليا : " أيوة ، بس هدا كان عريس جاي بالطريقة البلدي و شغل خطّابات "
تسائلت ميراندا " الخطابة هاي زي الـ
match maker ؟
" قالت داليا : " أيوة ، واجا هون المرة الماضية علشان كان بده يشوفني لكن شكلك اخدتي عقله "
قالت ميراندا وقد ادركت ان الامر لا يحز في نفس داليا : " لو بدك إياه بتركة "
قالت داليا : "لا أرجوكي حافظي عليه بعيد عني ، انا ما بدي إياه يرجع يخطبني تاني وأهلي ما يصدقوا ، هما حسوا
ان البنت بارت ومستعدين يرموني لاي واحد يريحهم من المصاريف ، حتى بعد اللي عمله "
قالت ميراندا : " ما تقلقي مش راح أخليه يفكر في إنه يحب بعد هيك " ولمحت داليا في عينيها خبثا يلمع بشدة
.
فقالت داليا : " ليش؟ شو اللي مش عاجبك فيه " نظرت ميراندا نظرة شرود للسماء وهي تقول : " مشكلتي مش معاه هو مشكلتي مع الرجال كلهم " ثم تنهدت
فقالت داليا متسائلة : " الموضوع يعني صدمة عاطفية ؟ "
ردت ميراندا : " مش هيك.... بس اشي قريب"
وقعت عين داليا وقتها على الساعة فتذكرت المحاضرة و قالت : " الوقت بيمر معاك بسرعة انا لازم امشي "قالت
ميراندا انا كمان لازم أمشي دوامي يبدأ اليوم ... أحب أشوفك قريب "
ردت داليا : وقت ما تحبي بس ماتخليها سهرات ، بكفي اللي صار المرة الماضية " أقرتها برأسها ثم انفصلت الفتاتان كل الى وجهته
****
المشهد الثاني
اندفع الناس من الباب المؤدي الى قاعة المؤتمر الذي يحمل اسم "دور المنظمات الدولية في عالم ما بعد 11 سبتمبر " ، خداعة هي تلك الاسماء الضخمة ، أدرك الناس ذلك ولكن متأخرا فقد كانوا في تدافعهم لا يفكرون الا في أمر واحد ، ان المدخل لو كان أوسع قليلا لكان المؤتمر أكثر متعة ، كان رزق أحد الضحايا التي تحاول الفرار قبل يصيبها السكري أو الضغط أو أحد تلك الضيوف الثقيلة التي لا تغادر .
كان يمشي وسط زملائه الثلاثة من وفد القاهرة ومعهم اثنين من اساتذتهم ، ثم وجد شيماء تميل عليه وتقول :
"فقدت المرارة ولا لسة " ، تحسس بطنه ثم تنهد وقال : " افتكر ممكن اتحمل محاضرتين مش أكثر "
كانوا قد خرجوا ال الساحة فاتخذوا مكانا لا تطؤه الشمس ثم قال : " الناس دي بتستهبل ، المفروض يقدروا ان احنا
بشر ولينا حدود في كل حاجة " ابتسمت مقرة ثم اتخذت من سيارة مجاورة مجلسا لها
قال لها رزق : " تصدقي فاتني انك في هندسة " ، قالت شيماء : " وايه الغريب في كده ، هي بقت عيب "
قال لها : " ولا عيب ولا حاجة ، بس المؤتمر ده ملوش أي علاقة بهندسة "
قالت شيماء : " آه .. هو لازم يبقى ليه علاقة ، انا طالعة علشان أنا عايز أروح الأردن ، وخالي دكتور عندكم في
الكلية ، وقال لي على المؤتمر على أساس إنه تبقى فسحة حلوة ، كانت هدية عيد ميلاد حلوة "
وصمتت قليلا وهي تنظر إليه بدلال كمن تنتظر أن يبارك لها ، فلاحظ رزق ذلك وقال : " بجد .. ألف مبروك
وعقبال مية سنة ، الواسطة ياما بتعمل ، أنا برضه مش أحسن واحد في الكلية ، بس هيا معارف "
ساد الصت برهة ثم قالت : " في بكرة اجتماع للمدونين كانوا مرتبينه هنا في عمان ، وما دام أنا هنا فأكيد دي
فرصة أحضره ، الإجتماع مع ناس اعرفهم بس لسه أول مرة أشوفهم ، تحب تكون موجود معانا ؟ "
رد رزق : " هو اي حاجة هتكون أرحم من الالم اللي بحس بيه وانا قاعد جوه القاعة دي ومش قادر احدد مكانه لسه
، لكن .. انا مش مدون و مليش مدونة "
قالت له : " مش حاجة مهمة ، محدش واقف على الباب بيطلب عنوان مدونتك ويفحصها ويشوف انت نشط ولا لأ ،
وغير كده نص اللي في الاجتماع أول مرة يشوفوا بعض ، و كمان هو معتمد عل ان يبقى عندك حس فني وثقافة
أدبية مش أكتر ، وأفتكر إنك كده "
أعجبته الكلمة الأخيرة و فكر برهة ثم قال : "فكرة كويسة ، ممكن أجي معاك ، وكمان أبقى شاكر ليكي قوي "
أخرجت قلمها وسجلت على ورقة سطرا صغيرا ثم قالت و هي تسلمه الورقة : دي المدونة بتعاتي لو زرتها اليلة دي
هتلاقي الموضوع بتاع الاجتماع والاعضاء ولينكات لمدوناتهم لو عايز تعرفهم قبل ما نروح "
قال رزق : "كويس انا كنت محتار هقضي الليلة دي ازاي ، طيب ميعاد الاجتماع امتى "
ردت شيماء : " الساعة 4 مساء بكرة "
***
المشهد الثالث
كتبت داليا في مدونتها
أبواب لم نفتحها من قبل
كنت يوما طفلة ، وكنت سعيدة لأني لم اكن قد ذقت التعاسة بعد ، و كان قد مر علي يوم الى الأن لا أنساه ، كنت ألهو مع صديق لي قرب منزلنا ، فإقترح فكرة و أعجبتني ، سألني إت كنت أود أن أذهب معه ونتسلل لنرى ماذا بداخل مصنع الشكولاتة الذي في طرف حينا ، أحببت فعلا أن أعرف كيف تصنع الشيكولاتة ذلك الكائن اللذيذ ، انطلقنا دون أن نفكر مرتين ، غافلنا الحارس بحجر و تسللنا من خلفه ، دخلنا المصنع و تجولنا فيه ، و هناك رأيت قدر الشيكولاتة الضخم ، سال اللعاب أنهارا ، لم أكن أتصور ان العالم به هذه الكمية من الشيكولاتة ، قادني القدر اليه ، مددت يدي لأغترف منه ، احترقت ، صرخت ، وبخني العامل أنا وصديقي ، وبخني والد صديقي الذي حضر لما طلبوه وطبعا لم ينس نصيب إبنه ، وبخني أبي أيضا وحرمني من المصروف أسبوعا ، ولكن ما زال ذلك اليوم يحتل مكانة ذكرى سعيدة في مخيلتي ، لماذا ؟ لا أدري ، ربما خرق القوانين ممتع ، ربما اكتشاف المجهول أمتع ، ربما يكون الأمتع إجتماعهما ، لا أدري ولكن مساء أمس أحسست بنفس الشعور يخالجني مرة أخرى لم يكن هناك جديد ، كانت أشياء أراها كل يوم ، روائح أشمها كل يوم ، أصوات أسمعها كل يوم ولكن أمس استمتعت بها كما لم أستمتع بها من قبل ، كان أمس مساء جميلا فعلا .
التعليقات :
مجهول : أنا بحب الشيكولاتة كمان
التعليقات :
مجهول : أنا بحب الشيكولاتة كمان
.
المشهد الرابع :
المشهد الرابع :
كاد حسام ان يصطدم بالسيارة التي اندفعت فجأة أمامه ، هم بأن يشعل فتيل أعصابه لينفجر بذلك الأهوج الذي كان قد تراجع قليلا بمحاذاته ، لم يكن مستعدا ليسمع إعتذاراته كان فقط يعد قنبلة تقريعات ليلقيها عليه ، لكن لما خاطبته وقالت : " اللي ماخد عقلك يتهنى فيه " أسرع يلملم فتيل أعصابه ويطفيء ما اشتعل منه فقد كانت تلك ميراندا ثم قال : " كان ممكن تصدميني أسهل "
قالت ميراندا : " تصدق كان أسهل ... أنا آسفة بس مريت جنبك ولقيتك سرحان على الآخر "
استنكر حسام بلطف قائلا : "المرة الجاية إذا عملت شي زي هاد إعمليه على مسؤوليتك ... أوعدك ، النتايج مش
رح تسرك "هزت كتفها بلا مبالاة مصطنعة وقالت : " بعشق المخاطرة و .. " قاطعها منبه السيارة التي حاولت
اليمين واليسار لتتجاوزهم ولم تفلح ، فأشار حسام الى ميراندا لتتجنب الطريق وتقـف .
وقفت السيارتان وترجل كلاهما ثم قال حسام : " كيفك ميراندا " قالت ميراندا : "منيح انت كيفك " رد حسام سمعت
إن الانترفيو كان كويس "
قالت ميراندا : " أكتر من ممتاز ... اليوم كله كان جميل "
قال حسام : " أيوة داليا قالت لي "
نظرت له سابرة أغواره ، لم تدرك فحوى تلك اللهجة التي يحملها كلامه ردت قائلة : " كنت أتمنى انك تيجي ، بس
وقتها رح تكونوا سوا ورح اكون أنا لوحدي "
فقال حسام : " أنا كنت يومها مشغول بس شكرأ على كل حال "
قالت له : " أبوك شخص ظريف جدا "
قال متهكما : " كل شي وارد " وابتسم بخفة ثم أتبع " داليا معجبة بذوقك في اللي اشتريتيه الك والها" فرأت في
عينيه الشك فتذكرت كيف أنها كانت قد إشتكت من إفلاسها ثم في نهاية اليوم تتسوق في أغلى أسواق عمان .
تداركت خطأها وقالت : "أوف انا كان لي مدة ما اتسوقت ... التسوق مرض في دمي ، أول ما ضمنت الوظيفة
صرفت كل اللي كان في جيبتي ، بس فعلا حسيت كأنه كان حمل وإنزاح "
قال حسام : " المرض هدا مضاعفاته خطيرة ، إنت لسه في المراحل الأولى ، أنصحك تستشيري طبيب ، أمي
عجزت كل الدكاترة علشان إتأخرنا في علاجها "
وعلا صوت باسكال وهي تقول قلبي وروحي من المحمول في جيبه ، كانت تلك نغمة داليا ، فانتفض حسام كمن
صعق وتذكر أنها تنتظره في الجامعة فقال : " داليا رح تقتلني ، الوقت سرقني وأنا معاكي وهي منتظرة ، أنا لازم أمشي "
قالت ميراندا : " في واحد منتظرني كمان بس أنا حابه أتأخر عليه " وغمزت بعينها بخفة واتجهت لسيارتها .
المشهد الخامس :
صاخبة هي دوماً تلك المطارات، حركة مستمرة و أصوات لا تنقطع، و برغم ذلك ترى من وجد في ذلك المقعد القصير الذي لا يصلح حتى للجلوس دعة و سكينة تكفيه ليستسلم للنوم. و مع خيط اللعاب الذي ينسدل من جانب فمه المفتوح،
اشمأزت هيام مديرة وجهها و هي تخاطب فؤاد : " كان لازم الترانزيت يعني؟ كان في حجز مباشر على روما، انتا عارف إني بكره استانبول"
قال فؤاد :" هيام، أنا آسف بس جد جديد ع الشغل و كان لازم امر أقابل ناس هنا، و بعدين كلها تلات ساعات مش سنة، لكن أوعدك... السوق الحرة هون غير شكل"
صمتت هيام قليلا كمن يزن كفتي ميزان قم قالت : " طيب بس بدي الفيزا تبعتك ، أنا رصيد الفيزا معي شطب"
كمن رضي بالسلم مهما غلا ثمنه، أخرج بطاقة من محفظته و أعطاها لها و قال: " خدي راحتك بس أنا لازمهلا اتركك "
مطت هيام شفتيها ثم قالت : " ماشي بستناك في الكافي شوب هدا لما بخلص"
و أشارت لمقهى قريب. لم يرد بل أشار لها مودعاً، و هو ينظر للهاتف فقد كان رنينه قد علا، و رفعه ليرد و هو
يدير ظهره لهيام التي لم تتحرك بعد. نظرت بأسى و مطت شفتيها، ثم رمت الموضوع وراء ظهرها، فقد اعتادت
هذه المعاملة كلما دخل العمل بينهما . نظرت للمحلات يميناً و يساراً لتحدد فريستها الأولي، و الذي كان محل الأحذية الباريسية أمامها .
على مسافة قريبة كان فؤاد يخاطب نعيم، فقد كان هو الذي أزعج هاتف فؤاد " أهلين فؤاد بيك " بدأ نعيم المكالمة محيياً فؤاد الذي تجاهل تحيته و هو يسأله : " كنت كلفتك بمهمة "
اهتزت نبرة نعيم و هو يقول : " أيوة ... من وقت ما كلمتني و أنا متابعها خطوة بخطوة، و.."
قاطعه فؤاد بصوت هادئ:" غبي كالعادة... أنا قولتلك إنها مش ممكن تشوفك... إنت كده بتنهي عمرك بإيدك"
ارتجف نعيم و سرت في ظهره رعشة ثم قال :" آسف فؤاد بيك فاتني أوضح... ناس بتراقبها
و متابعينها طول اليوم، و حاولت اخترق إيميلها و دخلت جوه شقتها و زرعت أجهزة تصنت هناك" هنا تنهد فؤاد
و متابعينها طول اليوم، و حاولت اخترق إيميلها و دخلت جوه شقتها و زرعت أجهزة تصنت هناك" هنا تنهد فؤاد
فصمت نعيم و ابتلع لسانه ليسمع
.
قال فؤاد و مازال يحافظ على نبرته الهادئة : " أنا لما أكون أمرتك بشي أحب إنك تعطيني النتائج بس ، كيف
قال فؤاد و مازال يحافظ على نبرته الهادئة : " أنا لما أكون أمرتك بشي أحب إنك تعطيني النتائج بس ، كيف
وصلت ولا إيش سويت هادي أشيا ما بتهمني ، أظن إنت عارف كويس إن وقتي أغلى من تفاصيلك " صمت قليلا
و لكن نعيم لم يفتح فمه بعد فهو لم يؤمر بالكلام، ثم أردف فؤاد :" و افهم من إنك حاولت تخترق إيميلها إنك ما قدرت "
قال نعيم و قد تضاءل كل ما فعله و أحس أنه كطالب لم يؤد واجبه : " أنا رحت لعزو اللي كنا اشتغلنا معاه قبل هيك ... ياللي كان في السجن من فترة، و لما حاول يخترق إيميلها حصل العكس و في اللي هاجم جهازه"
هز فؤاد رأسه ثم سأل نعيم:" في إشي تاني ؟ كيف كان بيتها ؟ " قال نعيم:" مالقيت في شي، بيتها نضيف" رد
فؤاد:" أكيد عادي، متل ما اتوقعت... كيف كان طيب ؟ منسق و مرتب ولا مبهدل؟" قال نعيم : " كان كتير منسق " قال فؤاد: " كيف يومها ؟ "
قال نعيم : " بتقضي وقت كتير بالمكتبة و بتعرف ناس كتير، بتسمع موسيقى طول ما بتسوق و بتقضى وقت قليل
جدا بالبيت " قال فؤاد: " داومت في الشركة ولا لسة؟" رد نعيم:" داومت شوية الجمعة ، و أخدت ملفات كتير معاها البيت ، و اليوم ما داومت لسة " قال فؤاد :" عندك شي تاني ؟ " رد نعيم :" لا فؤا..." أغلق فؤاد الهاتف بمجرد أن
قال نعيم لا.
أشعل فؤاد سيجاره الذي كان قد بدأه في الصباح، و وقف صامتاً لبرهة، و الناس لم تتوقف عن المرور جيئة و
ذهاباً، ثم رفع الهاتف ليخاطب ميراندا. " أهلين ميراندا" ردت ميراندا بمرح :" أهلا فؤاد... كملت السي في الضخم بعني، أنا كنت متصورة إنك مش هتفتحه حتى"
قال فؤاد:" كان وقتي فاضي شوية، بس رقم الموبايل بيبقى مكانه أول صفحة، مو آخر صفحة" قالت ميراندا:" كنت تقدر تسأل "
قال فؤاد : " أكيد... بس أنا بحب الهارد واي، و كنت متأكد إن ألغازك كتير". ابتسمت في جذل ابتسامة لم يرها، ثم أتبعت : " الشركة نشاطها قليل كتير، تحب أحافظ عليه هيك ولا تحب إنه يزيد؟" قال فؤاد :" و ليش بحب إنه
يضل هيك ؟ " قالت ميراندا: " أسباب كتير، بتخبي نشاط عن الضرايب مثلا ، فلوسك كتير و بتسلي وقتك، أو
أشيا كتيرة "
توقع فؤاد إجابة كتلك، و لكنه قال " تفكير سليم، بس الموضوع أبسط من هيك كتير، أنا بس عندي أكتر من نشاط،
توقع فؤاد إجابة كتلك، و لكنه قال " تفكير سليم، بس الموضوع أبسط من هيك كتير، أنا بس عندي أكتر من نشاط،
و وقتي ضيق.... لو راهنت ان الشغل ريّحك أكسب؟" ردت ميراندا:" أظن هيك، أنا بدرس نشاط الشركة القديم، و
رح ارجعلك لو احتجت اتخذ قرارات، بدك شي اتي ؟ " قال فؤاد:" لو احتجت اشي بحكي معك" و أنهى المكالمة،
لكن ميراندا كانت تتوقع تصرفا كهذا من فؤاد، ثم التفت فؤاد يميناً و يساراً ليبحث عن الشخص المفترض أن يقابله.
7 comments:
يعطيك العافية :)
احمد
متل ما عودتنا دايما حلقة مشوقة و جميلة جدا تسلم ايديك
مش عارفة ليش حاسة داليا اخرتها تتحوز الدكتور علي\
اعجبني مشهد داليا و مصنع الشكولاتة
ابواب لم نفتحا من قبل تبدو شهية و مثيرة لكن حلاوتها قد تحرقنا
شكرا احمد
و انا اكتب بعدك
thanks ahmad! Great Episode! Full of events...
for some reason i thought that i commented on this episode....
i like it! the story line is going places and it is good unfold of events. good job ahmad! i wish you can come and comment here too!
Summer
ينطيك العافية.....:D
تسلموا كلكم
فرحتوا قلبي و جبرتم بخاطري
شوفوا وخلصوا اللي عايز يكتب علشان عايز أكتب تاني
أتمنى تبقى التعديلات عجبتك يا ناريات
ايوه أحمد
عجبتني و ممتازة... الحلقة كده في منتهى الجمال...
ربنا يسلّم ايديك...
Post a Comment