Monday, May 28, 2007

الحلقة الثامنة \ الموسم الثاني

المشهد الاول

في فيلا ام علاء. جلست ام علاء و على وجهها ارتسمت علامات الغضب

ام علاء: شو قصدك قابلت ام ولادك؟ مين هاي ووين شفتها؟ و بنت الناس اللي رحت اشوفها؟

عماد: طيب شوي شوي ..الزواج قسمة و نصيب خلص قوليلهم هيك

ام علاء: يعني رحت عالجامعة؟ مع اني قلت لك بلاش..و شو اللي ما عجبك بالبنت؟

عماد: يا ماما يا حبيبتي ما في اشي ضد البنت ولا حتى تطلعت عليها
..
ثم تغيرت نبرة صوته و اصبحت اكثر دفئا عندما تذكر ميراندا و ارتسمت على شفتية ابتسامة صغيرة


ام علاء: مالك؟ عماد.. شو في؟؟ مالك؟؟؟

عماد و قد اعاده صوت والدته الى ارض الواقع: نعم؟ ولا اشي


ام علاء: ما قلت لي انت شفت بنت ام حازم؟


علاء: شفتها... شفتها حلوة بس انا ما بدي اياها انا اليوم عرفت انه مستحيل اتجوز بهالطريقة..حرام يا ماما بظلم البنت و بظلم حالي


ام علاء: شو اللي غير رأيك؟ ما انت جيت من الرياض و قلت لي دور لي على عروس


عماد:انا رحت اشوف داليا بس لما قابلتها كان معها صاحبتها الاجنبية..مش عارف شو صار لي .داليا ما حكيت معها و اتطمني هية ما يتعرفني اصلا


ام علاء: اجنبية؟ هلا هلا..بعدين منحكي بموضوعها... هلا شو يعني؟ شو اقول للجماعة؟ ما في امل تغير رأيك؟


عماد: لا طبعا انا خلص اليوم عرفت شو بدي عرفت طريقي.,احكي معهم اعتذري لهم


ام علاء: شو بدي اقولهم؟


عماد:قوليلهم طلبوه بالشغل و سافر..اكل بمطعم و صار عندو تسمم و اسهال اي اشي ..خلص بطلتي تعرفي تلاقي اعذار؟


ام علاء: اسهال؟ ما احلاني و انا قايلة هيك... خلص هلا بحكي مع ام سرور



******



.. رفعت ام علاء سماعة الهاتف و مئات الافكارتتقافز الى رأسها ..سمعت صوت ام سرور على الطرف الاخر


ام سرور
: الووو الووو مين الوووو

ام علاء: مرحبا ام سرور كيفك..ام علاء معك


ام سرور: يا ميت هلا و مرحبا هلا بالغالية .. ها موعدنا لسة بوكرا ولا بدك تقدمية؟


ام علاء: لا والله يا ام سرور..مش عارفة شو اقولك..ما رح نقدر نروح


ام سرور :كيف؟ شو بتقولي؟ شو صار؟


ام علاء : عماد طلبوه عالشغل بكير و مضطر يسافر بوكرا


ام سرور: و انا شو اقول للجماعة؟


ام علاء : قولي الحقيقة

.
ام سرور: و هاي الحقيقة يا ام علاء؟


ام علاء و قد اضطرب صوتها و تلعثمت: اه طعا ..والله يا ام سرور انا عارفة انه الي بطلبة منك صعب بس شو اسوي الناس انتي
بتعرفيهم اكتر و منك بتكون اسهل..يعني الاحراج اقل الي و الهم


ام سرور: طيب..انا اللي بطلع بسواد الوجه. معلش ..عشانك يا ام علاء


ام علاء و فد احست بأرتياح شديد: يسلم شانك و يخليكي ..انا ببقى ازروك هاليومين


ام سرور: اهلا و سهلا بيتك الزغير


ام علاء: شكرا..مع السلامة



****


المشهد الثاني

:
جلست داليا تقرأ بعض المواضيع في مدونات الاصدقاء..مجدي كم هو رائع يكتب دائما بأحساس و شفافية لم تعهدها

بأحد


موضوع اليوم عن الحب على الانترنت و هل من المكن ان تحب احداهن من خلال محادثة و مدونة دون ان تلتقيها وجدت ان بعض التعليقات كان تافها ةبعضها ساخرا و بعضها معارضا واخر مؤيدا


فدلت بدلوها و كتبت


الاخ مجدي
اعجبني موضوعك جدا فهو يعالج ظاهرة انتشرت حاليا بكثرة و يناقش امرا مهما و هو هل من الممكن ان نحب احدا من الداخل و ان نحكم على شخص من خلال كلام كتبه ؟ الكثيرين يجيدون الكذب و الانترنت مجال واسع لاعطاء الاخرين فكرة قد لا تكون صحيحة عن الطرف الاخر و لكن اعتقد ان الامر في النهاية يجب ان يتحدد من خلال لقاء شخصي و ان لا نبني قصورا في الهواء فالانترنت مثل اي لقاء اجتماعي قد تكون سببا في لقاء اثنين بعيدين جغرافيا عن بعضهما و قد لا يلتقيا ابدا في الحياة اليومية لكن اللقاء شخصيا ان ترى امامك انسانا عرفته لشهور و ربما سنوات قد يكون احيانا مخيبا للامال و احيانا اخرى قد يجمع قلبين في رباط مقدس


انتقلت فيما بعد الى مدونة رنا لترى انها قد اعلنت عن اجتماع للمدونين

..
اعجبتها الفكرة كثيرا و ضحكت في قرارة نفسها على المصادفة الغريبة بين ما كتبت لمجدي و بين موضوع رنا


علقّت: فكرة الاجتماع حلوة كتير و ان شاء الله رح اكون بين المدونين في الاجتماع


كثيرا ما تمنت ان تلتقي بكل المدونين و خاصة اولئك الذين تربطها بهم صلة يومية رنا و مجدي..نسمة

تسآلت في قرارة نفسها: ابصر كيف همة لزيزين متل ما بكونوا عالمدونات ولا لأ..يا ترى مجدي رومانسي و حالم ولا بس هيك بالكتابة؟ و نسمة دمها خفيف و لا زنخة؟ اما رنا ف انا شفت صورتها و حكيت معها مرة مش بطالة بس لسة لازم اشوفها....
خليني احكي لنادين بلكي بتيجي معي بستحي اروح لحالي


***


المشهد الثالث


عاد حسام الى منزله و لم يتوقف عن التفكير طوال الطريق


..
ان شاء الله ابوي يشغل ميراندا وما يفشلني..حرام البنت يعني قربت تفلس..بس ضروري كل هالكتب ؟ هدول الاجانب بموتوا بالقراية مش زينا... اللي عمري ما شفتك يا داليا حاملة كتاب غير كتب الجامعة..بدي اقول لبابا يعطيها راتب كويس البلد غالية والبنت وحدانية ما الها حدا..مسكينة


دخل حسام ليجد والدته وقد جلست بأهتمام امام الكومبيوتر و دون ان تشعر به التفت ذراعية حولها


و قال: يا عيني عالحلوين اللي اونلاين قاعدين بالدنيا مش سألين


هيام بضحكة خفيفة: اهلين حبيبي..بحب اشوفك بموود حلو..تتغدى؟


حسام: اول قوليلي شو بتعملي؟ تشات؟


هيام: بشوف وين احسن محلات للشوبينغ بروما


حسام: خير..بدك تكتبي لبابا ليستة يجيبها معه؟


هيام: هالمرة انت بتكتبلي الليستة..انا اللي مسافرة مع بابا


حسام بقلق:ليش ايمتى مسافر بابا؟


هيام: الجمعة مسافرين.ليش تغير موودك؟انت كمان بدك تيجي؟


حسام: لأ..بس طلبت منه طلب و حابب انه يوافق عليه قبل ما يسافر


هيام: انا ما بنفع؟؟


حسام و قد امسك بوجه والدته بخفة : انتي يا قمر بتنفعي بس مش لهالطلب



هيام: يعني ما بدك تقولي..طيب انابعرف من بابا


حسام:مش انه سر يا ماما يا حبيبتي انا طلبت منه يشغل زميلة الي بالجامعة عندو..بس


هيام: بس.؟؟؟ بس؟ لتكون داليا؟


حسام: داليا؟ لا.. بس انتي من وين بتعرفي داليا؟ انا عمري ما حكيت عنها


هنا ادركت هيام ان لسانها قد زل بكلام قد يفضح ما فعلته بالسابق حين حذفت رسائل داليا من موبايل حسام


هيام: لأ كيف..قلت مرة الك زميلة اسمها داليا..ياللا تعال اتغدى عملت لك اليوم اكلتك المفضلة


حسام: اكلتي المفضلة؟ شاورما ريم؟


هيام: هيههي..هاي بتروح بتاكلها مع صحابك عند هيام الاكل..الصحي و بس ياللا عالمطبخ


*****

Tuesday, May 22, 2007

شاركونا بأرائكم في الموسم الثاني

Image Hosted by ImageShack.us
***
خلصت اول صفحة من الدفتر
كتبنا سبع حلقات و بدنا تشاركونا
ارائكم بالاحداث
اقتراحاتكم للحلقات القادمة
نقدكم البناء(ركزوا عالبناء)
وهلأ و عشان تكونو بالجو
اليكم الملخص
****
ملخص الحلقات
**
ميراندا بتتعرف على داليا و بتتوضح الامور لداليا انه ميراندا صديقة لحسام و بس
حسام يلتقي فيصل في قعدة اراجيل معتبرة
حسام بيروح يجيب ابوه من المطار و هناك بشوف نعيم واقف مع ابوه.
نعيم بس يشوف حسام بيهرب
د.حسين بيشتغل زيادة و بيتعب و بعدين بيروح يشوف مدونة داليا و بيشوف انها تصالحت مع حسام و لاول مرة بقدر ينام
مرتاح
**
">Image Hosted by ImageShack.us
**
التحضيرات في بيت ابو حازم(داليا) لانه العريس جاي الليلة
ام حازم بتخبر ابو حازم بالضيوف و منشوف ابو حازم ما مصدق يزوج
داليا و يخلص من مصاريفها
ام سرور بتحكي مع ام حازم و بتأكد عالموعد و بتقولها جاي ام العريس و اخته بس
داليا ارضاء لاهلها بتسمع كلام امها و بتزبط حالها لتقابل اهل العريس
العريس بيوصل امه و اختة و داليا بتراقبة و بتشوفة من الشباك
ام العريس بتعطي ملخص سريع عن ابنها عماد 26 سنه بيشتغل بالرياض
بتقدم داليا القهوة و ام العريس بتفحصها بعيونها و بتقلبها من فوق لتحت
**
Image Hosted by ImageShack.us
**
*داليا بترجع لغيرتها و بتضل ترن على موبايل حسام لانه تاخرحالتها النفسية سيئة لانها كونفيوزد تتجوز ولا تضل مع ابو الحس
بتطلع كل هالبلاوي بحسام هية حاسة انه حسام مش من انصار الزواج او هيك هية بتقنع نفسها عشان تقبل العريس بدون الشعور بأي ذنب

بتقول لنادين عن العريس و مين بسمع؟طبعا نعيم
بيجي حسام و بيطلع مع داليا على مطعم و بيلحقهم نعيم و بيخبر حسام عن العريس
و بتعلق خناقة بين داليا و حسام على اثرها داليا بتترك حسام و بتطلع من المطعم و حسام بيعرف انه خسر داليا
***
Image Hosted by ImageShack.us

***

حسام بيسأل نعيم عم قصة المطار نعيم بيلفلف الموضوع و بيتركه
حسام بيطلع من المطعم و بالطريق بيشوف داليا واقفة بتستنى تاكسي
بعد اخد و رد بتطلع معه بالسيارة بيصالحها و بيقولها انه ما حب ولا رح يحب غيرها
و لاول مرة بيبوسها
بترجع داليا عالبيت مزبهله ما بدها تحكي مع حدا ولا تعمل اشي بس بتفكر بالي صار

ام علاء بتتصل بأم سرور و بتقولها انه عماد حابب يشوف العروس و مستحي
و فهمت ام سرور انه عماد ناوي يروح يشوفها بالجامعة ما بتوافقهم على هالحكي

فؤاد و هيام و جلسة شبه شاعرية و هيام بمزح بتصرح بأفكارها لفؤاد عن سفراته المتواصلة بيجية تلفون بياخده من غرفة تانية عشان هية ما تسمع
داليا تكتب في مدونتها عن حبها الشديد لحسام و انها عرفت طريقها خلص
**

Image Hosted by ImageShack.us

***
ام علاء و ابنها عماد في جلسة و عماد مصر يروح يشوف داليا بالجامعةخايف يكون منخارها كبير
بتتصل ام سرور بام علاء و ام علاء بتتطلب زيارة تانية لاهل داليا

صلاح و رزق الطلاب المصريين بياخدوا نتائج الامتحانات بتكون نفس العلامة مع انه صلاح بيدرس اكتر

رزق بيطلع انه عمه صحبة مع الدكتور المسؤول عن رحلة زغيرة للجامعة متوجهة للاردن و بيخبر رزق انه رشح اسمه ليكون بالرحلة
رزق كاين معجب من بعيد بوحدة لهلا ما بعرف اسمها و بيلاقي انه السفر لعمان فرصة ليبعد و ينساها

عماد بيروح عالجامعة عند صديقة د.علي اللي بيدرس هناك و بيطلب منه يورجيه داليا
داليا بتقابل حسام و لما يشوف ميراندا جاي من بعيد بيختصر الشر و بيترك البنتين و بيروح
بيجي د.علي و عماد بيسلموا عليهم
عماد بتعجبه ميراندا و ما بيقدر يرفع عيونه عنها و داليا ولا كانها موجودة
***
Image Hosted by ImageShack.us

***
هيام تتفاجاء انه زوجها قرر ياخدها معه على ايطاليا في سفرته الجاية بتنبسط و بتروح تبعبش عالانترنت لتشوف اخر صيحات الموضه هناك عشان تغيظ صاحباتها
عماد بيعرض على ميراندا توصيلة بتقوله بحب امشي
د.حسين يعود لقراة المدونات و لاول مرة بيترك تعليق لداليا باحرف اسمه الاولى

عماد بيرجع للبيت مبسوط لانه شاف ميراندا و بيخبر امه انه بطل بدو داليا و انه قابل البنت اللي بيحلم تكون مرته و ام عياله
***
Image Hosted by ImageShack.us
**
ميراندا بتروح عالبلد بتشتري كتب كتير و بترجع عالجامعة و ايديها مسلخة من التحميل
بشوفها حسام و بيعرض عليها مساعدة و بيمسك ايديها عشان يداويها(حنون
ميراندا بتقوله انها قربت على الافلاس و بحاجة لشغل و انها تجيد ست لغات و سمت له منها خمسة و قالت له السادسة بعدين

نعيم بيروح لشركة فؤاد و بيخبره انه استأجر 15 مخزن بأسمه و بيكون واقف قدام ابو حسام متل العصفور اللي شايف بسة
نقاش بين د.حسين و صديقه عبده عن البنات و بيجيب سيرة بنت اسمها سناء مثقفة جدا لكنها شكلها رمت كل الثقافة و تزوجت من اجل الفلوس
و بيفتحوا مدونة داليا و د.حسين بيقول انه بيراهن عبده انه داليا بتحب حسام لفلوسه مع انه ما بعرف اشي عن حسام

حسام بيروح على شركة ابوه و بيطلب منه يشغل ميراندا عندو

ميراندا بترجع عالبيت محملة الكتب و طول الطريق تضحك في سرها على حسام و كيف كان وضعه و هوة ملبوك فيها و انها حست باهتمامةو على عماد و ريالته اللي نزلت لما شافها

بس هية ما بشغلها لا حسام ولا غيرو لانه كل عواطفها كانت لداليا

كتبت في مدونتها عن الرجال اللعب المقززة التي لا نحتاجها
و بكت لانه داليا مش حاسة بحبها الها
***
Image Hosted by ImageShack.us

Monday, May 14, 2007

الحلقة السابعة\ الموسم الثاني

كتبها محجوب عبد الدايم
المشهد الاول
ارتسمت ابتسامة جذلة طفولية على وجنتي (ميراندا) و هي عائدة إلى الجامعة، بعد أن قضت أغلب النهار تتنقل بين مخازن الكتب بعمّان. كانت تسير بصعوبة و هي تحمل نصف وزنها كتباً، و أخذت تتعثر بين الفينة و الفينة، إلا أن ذاك أورثها مرحاً لا حرجاً. رأت أريكةً شاغرةً تلوح بنهاية الطريق، فتحاملت على نفسها و أسرعت كي تلقى بنفسها فوقها، لتسترخي قليلاً

تركت الحقائب المحملة بالكتب تنسال من بين أصابعها بسرعة فوق الأريكة، قبل أن تتكوم هي فوقها مطلقة آهة طويلة خافتة و مادة أطرافها في دعة. أغلقت عينيها بشدة و هي تمد رأسها للأمام. كان منظرها يبدو مثيراً للضحك، و أشياء أخرى. لفت ذلك نظر (حسام) الذي كان يقف على مقربة. فكتم ضحكته و هو يتسلل خلفها بمرح

فتحت (ميراندا) عينيها محدقة في الفراغ هنيهة، ثم فتحت يديها محملقة فيهما باستغراب قبل أن تتمتم بامتعاض

- "اللعنة"

كانت يداها قد تقرحتا بشدة من أثر حملها للحقائب الثقيلة. مدت أصابعها إلى حقيبتها تخرج زجاجة المياه المعدنية التي تحملها معها دائما، ثم بدأت تصب الماء البارد على جروح كفيها برقة.
عضت على شفتيها من الألم، ثم أخذت تبحث عن مناديلها الورقية لتضمد تلك التقرحات، ثم ارتسم على وجهها تعبير حانق، إذ اكتشفت أنها علبتها قد فرغت. كانت تهم بتجفيف يديها ماسحة وجهها و عنقها في حنق، عندما سمعت صوتاً مرحاً من خلفها

- "المكان هادا محجوز"
اسرعت تلتفت، فرأت (حساماً) واقفاً يبتسم. رسمت على وجهها أفضل ابتساماتها التي استطاعت انتزاعها من وسط الحنق و الألم و هي تشير إليه بالجلوس

- "أهلاً حسام، كيف الحال؟"
"منيح الحمد لله. شو كل هاللي حامليته؟ شو مهاجرة؟ " قالها عابثاً.

ابتسمت في مرح و كأنها قد تذكرت شيئاً مسلياً لتوها

" لا مش قبل سنة، هاي كتب بدي اقراها من شان الدراسة و الشغل" و بدأت تهز يديها بألم.

انعقد حاجباه في قلق قائلا
ً
"خليني اشوف ايديكي"

ضحكت عابثة و هي تشير بيديها
"لا بسيطة، ضريبة العلم"

أسرع يخرج مناديله الورقية و هو يتناول يدها برقة. هاله منظر القروح بكفيها، و أخذ يحاول تضميدها برفق.
- "كتب ايش اللي تعمل بإيديكي هيك؟ "
قبضت على المنديل، ثم سحبت يديها من بين يديه بخفة. قائلة بمرح
- "خليني افرجيك"
ثم نهضت من جواره، و اتجهت إلى آخر الأريكة حيث ألقت الكتب، فدفعت الحقائب أمامها بيديها المتألمتين حتى أصبحت الحقائب في منتصف الأريكة؛ بينها و بين (حسام) ثم جلست و كأنها على وشك التهام وجبة دسمة

- " شوف، هون كتب مستشرقين زي (روبرت سبنسر)؛ الاتجاه العام المتحامل، و هادول مجموعة (كارين آرمسترونج)، و هاذ بحث عن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب)، أما بقى هادول.. آآه.. "

قاطعها حائرا
ً
- " يا الله! كل هادا؟؟ شو عم بتشتغلي؟ مكتبة متنقلة؟"
ابتسمت قائلة
- "باحثة..."
هم بسؤال إلا أنها قاطعته
- "عن عمل"
أطلق ضحكة طويلة، بينما تبسمت هي بحرج و أطرقت قليلاً، ثم شردت ببصرها و هي تقول
- " الحقيقة إني... شو عم توصفوها؟ آه.. على حافة الإفلاس... العيشة هون كتير مكلفة"
ابتلع (حسام) ضحكته في حرج و حاول تخفيف حدة الأمر

- " اديش بتحتاجي؟ بدك مصاري؟"

ارتسمت على وجهها إمارات الامتعاض و هي ترد

- "لا، ما بدي سلف، ولا إحسان"

ارتج عليه و لم يدر ما يقول، فبادرته هي قائلة

- " أنا بدي شغل"

تهلل وجهه و بدا كما لو أنه وجد مخرجاً.
" و شو بدك بتشتغلي؟"

قلبت يديها بلا مبالاة و هي تقول
- " أي شي.. أنا اشتغلت اشيا كتير برة الأردن.. همم.. أنا باحكي ست لغات بطلاقة تامة.. الإنجليزية و الفرنسية و الإيطالية، و العربية، بالاضافة للإسبانية و معي شهادة في إدارة الأعمال.. بعتقد انه بمؤهلاتي، سهل انه الاقي شغل، لو صاحب العمل بده شغل"

ارتسمت على وجه (حسام) إمارات الارتياح و هو يقول بغموض

" انحلت. بس اتزكري تتصلي فيّ بكير، ربنا بقدم اللي فيه الخير"
ثم سأل باهتمام
" بس ايش اللغة السادسة؟ انتي قولتي بس خمسة لغات"
ضحكت بعبث و هي تغمز قائلة
" هاي بقولها للي يحطلي الكتب بصندوق السيارة"

---------------------------------------------------------------------------------
المشهد الثاني
صعد (نعيم) درجات سلم المدخل الفخم الذي يقع أسفل تلك البناية الشاهقة بأرقى أحياء عمان بتوجس و قلق اسطوريين. و دلف بسرعة إلى المصعد و هو يعد الأدوار بتململ، حتى وصل المصعد البطيء إلى الدور الرابع عشر. ترجل الفتي من فوره و أسرع يقطع طرقات البناية الفاخرة و هو يلهث حتى وصل إلى تلك الشقة بنهاية الطرقة و التي تحمل لوحة صغيرة أنيقة على بابها
"الشركة الوطنية للاستيراد و التصدير"
حاول (نعيم) أن يكتم تهكمه، و هو يعدل من ملابسه قبل أن يدفع الباب الزجاجي و هو يتمتم
"وطنية صحيح"
دلف إلى حجرة انتظار، قبل أن يظهر رجل طاعن في السن، حياه قائلاً

- " أهلا يا ولدي، (فؤاد) بيك بانتظارك"
تصاعدت أنفاس (نعيم) و هو يدلف إلى ذلك المكتب المهيب. و وقف في منتصفه متضائلاً، و قد هدأ من روعه انبعاث تلك الموسيقى الخافتة من ركن ما، و تلك الرائحة الدخانية العطرة التي تميز التبغ الجيد
" كل شي تم متل ما أمرت، يا (فؤاد) بيك" قالها (نعيم) مرتعداً.

إلا أن (فؤداُ) لم يبد مكترثاُ على الإطلاق و هو ينفث دخان غليونه في كثافة متعمدة، و يراقبه في استمتاع

- " بتعرف يا (نعيم)؟ الناس بتشغل بالها كتير بشغلات ما إلها معني، ولا لازمة. كل واحد بيفكر كتير قبل ما يتخذ قرار، لأنه بيخاف من الفزاعات المجتمعية المضحكة، ايش كلام الناس، و الحق، و الصح و الغلط، و، و..."

ثم دار بكرسيه في مكانه قبل أن ينهض متجهاً للنافذة الضخمة التي تملأ جداراً كاملاً مطلةً على عمان

- " واحد بيحب المصاري؟ شو فيها؟ واحد مزاجه في البنات الزغار؟ ليش بيخاف؟ واحد ما بيعرف يعيش من غير ما يخون مرته، ليش بفكر مرتين قبل ما يعملها؟ ليش بيضيعوا عمرهم بالتردد؟ الواحد لازم بكون أذكى من هيك، أذكى بكتير
ثم استدار مواجهاً (نعيم) بكيانه الشيطاني الثقيل و هو ينفث أدخنته المقيتة مبتسماً برضا

- " الوطن، و الشرف، و الأخلاق الحميدة... كل هادي اشيا اخترعها الفشلة، منشان يفسروا فيها فشلهم و يسكنوا فيها اوجاع أنفسهم المحرومة. الجحيم الحقيقي هون، بعمان، و بأي مكان، نحنا بنعمله، و نحنا مندخله، و كمان منقدر ما ندخله. تدخل؟
انتفض (نعيم)، كان كل ما يريده في تلك اللحظة؛ أن ينتهي هذا الموقف الثقيل، كان يقف خانعاً، يستمع إلى تحليل سيده السيكوباتي للأمور، و لم يتوقع أسئلة، و حار بالجواب.
انفجر (فؤاد) مقهقهاً و قد راقه موقف (نعيم) الحائر و أرضى الكثير من ساديته، ثم اتجه إلى المكتب بمرح و هو يردف

- " التردد يا عزيزي، يالها من آفة. همم.. كم مخزن اتأجروا؟"

أسرع (نعيم) قائلاً

" خمستاعش. أكبر المخازن، و بأطراف البلد كلهم تبعك. و جهزت الـ.."
بتر عبارته في رعب و هو يحدق في سحنة (فؤاد) التي استحالت شيئاً مريعاً و هو يردف بهدوء مخيف
"باسم مين؟"
- "باسمي، كل شي باسمي، ما حدا يعرف عنك شي"

فترت ملامح (فؤاد) بنفس سرعة اشتعالها و هو يسترخي في مقعده

- "طيب، روح انتا. لما احتاجلك انا بعرف كيف اجيبك"

انطلق (نعيم) مهرولا خارج المكتب و كأنما تطارده شياطين الأرض. وقف في المصعد يقاتل من أجل أنفاسه و هو يحوقل و يستعتب في رعب و كأنما قد بعث من بعد موت. لم يكن هذا لقاءه الأول بـ(فؤاد)، إلا أنه لا يذكر مرة التقيا دون أن يبعث في نفسه هذا الرعب المحيق. لم يكن لديه أدنى شك أن الرجل قد باع روحه للشيطان منذ زمن. لم يكن لديه أيضاً أدنى أمل في الفكاك من حبائله
و بينما كان (نعيم) يفر هارباً أسفل البناية، التقط (فؤاد) سماعة هاتفه مخاطباً مساعده العجوز

" بديش ازعاج لمدة ساعة ع الأقل. مفهوم؟"
- "مفهوم، (فؤاد) بيك"
أعاد (فؤاد) سماعة الهاتف إلى مكانها، ثم فتح حاسبه المحمول و بدأ يداعب أزراره باهتمام، كان لديه الكثير من العمل. الكثير جداً

------------------------------------------------------------------------------
المشهد الثالث
------------------------------------------------------------------------------
-
" الفلوس و بس. ماتحاولش تقنعني بسبب تاني. حياتهم بتتمحور حول نهبه مننا، و حياتنا بتتمحور حول صرفه عليهم"
-
" يا (حسين)، مش كله زي بعضه. المسألة مش بالبساطة دي. أنا شايف انه ده تسطيح"

- "بالعكس بقى، ده النموذج الإحيائي بتاعك و بتاعهم. أنا مش عارف احنا ليه بنحاول نهرب من الحقيقة و نسميها بأسامي منمقة. بتفكرني بعبارة النيران الصديقة بتاعت أمريكا. هتكسب ايه لما تنكر الحقيقة؟ مشكلتك هتفضل زي ما هيه. و عمرك ما هتقدر تتعامل صح مع الآخرين إلا لما تفهمهم. فاكر (سناء)؟؟

- " مش كل البنات (سناء) يا (حسين)."

- " لا طبعاً، (سناء) كانت غير أي بنت. تقعد معاها، تسمعها بتتكلم في عدالة التوزيع و العصيان المدني، و روح الاشتراكية، و أحقية الجدلية المادية. تغير الموضوع، تكلمك في (شوبان) و تقعد تفسرلك (جوته) و تحسسك انك مهما قريت، مش هاتحصل نص اللي هيه تعرفه عن الأدب الروسي، و تاريخ أوروبا الوسطى. فين (سناء) دلوقتي يا (عبده) تقدر تبقى صريح مع نفسك و تعترف بقى؟
" لسة مش موافقك يا (حسين) على التعميم ده. فين يا راجل عقليتك العلمية"

ارتشف (حسين) القليل من الشاي و هو يقهقه، ثم أخذ يسعل قبل أن يردف

- " التعميم أساس العلم يا (عبده)، ماتحاولش تقنعني أنك كنت تقدر تطلع بقاعدة علمية واحدة من غير تعميم. انتا بتجرب و نتايجك بتعممها. و بس خلاص
."
ثم أخذ يضحك ثانية. بدأ و كأنه تذكر شيئاً مسليا

- "هانروح بعيد ليه؟ تعالى أوريك حاجة"

أدار جهاز الكومبيوتر القابع بمكتبه بالمستشفى، و ما لبث أن اصبح متصلاً بالشبكة. ثم فتح مدونة (داليا) و أفسح المجال لصديقه لينظر

- "شوف يا سيدي، آدي مدونة اهيه من اللي انتو عاملينهالي موضة اليومين دول. واحدة زي أي واحدة. لا و الله، يمكن أكثر تميزاً. شوف المواضيع اللي كاتباها من سنة؟ شيء ممتع بجد. دلوقتي عايشالي قصة حب مفعمة بالبدنجان الاسود. بص بص.. شوف آخر بوست؟"
- "و بعدين؟"

- "ولا قبلين، انا قولتلها تحكيلنا شوية عن فتى الأحلام الفارس بتاعها، و ايه رأيك بقى، خمسين جنيه مني، لجنيه واحد بس منك، انه الأمور هيطلع كيس فلوس برجلين
."
انفجر (عبده) ضاحكاً و قال

- " يا سلام، بس كده؟ خلاص يا سيدي، و علشان اثبتلك اني واثق من رأيي، خليهم خمسين جنيه منك.. همم.. لعشرة جنيه مني.. يللا بعزقة ببعزقة بقى

- "عظيم، و اهو تبقى دفعتلي حق توصيلة تاكسي من اللي عليك.. يا تِلِم"

انطلقا يضحكان بمرح، غير عابئين بنظرات الممرضات المريبة. كان (عبده) هو الشيء الوحيد الذي مازال يضع بسمة على وجه (حسين) بعد رحيل والده. و لم يكن ليعبأ بألف ممرضة فضولية، بمقابل أن يجالس هذا النديم الرائع

- "(حسين)؟ شوفت الحالة دي؟ "

- " وريني... همم.. التبرقش ده مش غريب عليا. الواد ده اقل من سنة؟"

- " أيوة، و مات امبارح. الصور دي من مستشفى الطور."
- "همم... اللعنة على الاتهاب السحائي."

- "تفتكر؟"
"شايف التبرقش العجيب ده؟ و السن؟ بص كمان، فيه تشنجات باينة في وشه و رقبته، مين الحمار اللي كان ماسك الحالة دي؟"

- "علمي علمك"
انعقد حاجبا (حسين) في ضيق، فنهض (عبده) مغيراً الموضوع على الفور

" انا نازل المعمل بقى يا (حسين)، هفوت عليك قبل ماروح، ماتنساش مشوار بكرة. انا معتمد عليك! "
- " إن شاء الله"
---------------------------------------------------------------------------------

المشهد الرابع
دلف (حسام) إلى شركة أبيه بتردد و هو يتلفت باحثاً عن موظف أو عامل، حتى وقع بصره على مساعد أبيه المسن، يجلس كالتمثال على مكتب صغير بالقرب من مكتب أبيه

أسرع (حسام) يسأل الرجل عن أبيه

- " والدك مشغول جداً حاليا. بتقدر تستناه اذا معك وقت."-
"بستنى"

جلس (حسام) متحفزاً ينتظر. كان الجو داخل المكان خانقاً. لم يدم انتظاره طويلاً، إذ ارتفع صوت والده عبر جهاز الاتصال الداخلي يطلب قدحا من الشاي، فلم يتردد (حسام) و قام مقتحماُ المكتب بسرعة

ارتفع حاجبا (فؤاد) بدهشة. ثم تهلل وجهه بالبشر، و هو ينهض مرحباً

- "أهلا (حسام) ما الك بالعادة؟"
- "شو؟ بروح اذا بدك"

انطلق (فؤاد) يقهقه
" لا ما بدي، بتقدر تقعد. تشرب شاي؟"-
"بشرب"

"اتنين شاي، و ما بدي ازعاج"

جلسا سوياً، لم يكن (حسام) يشعر بالراحة في هذا المكان المقبض. إلا أنه تحامل على نفسه و هو يستمع لحوار لزج مطول مع والده حول شئون العمل و أشياء أخرى تضجره. و انتهز فرصه سانحة ليلقي بسؤاله

- "عندي طلب زغير"

- "أمرك سيدي، شو؟ مصاري؟"
لا مش هيك. هوه معروف"
- "خير؟"
"عنا زميلة متفوقة و محتاجة شغل، لأنها مغتربة، و.. هيه ممتازة.. و بتعرف ست لغات.. و.."
قطع (حسام) حديثه و هو يلاحظ تلك النظرة العبثية التي بدأت تتكون على وجه أبيه. فهمس حانقاً
- "انسى الموضوع، ماكان لازم اسأل"
انفجر (فؤاد) مقهقهاً بعنف و هو يتشبث بذراع (حسام) الذي هم بالانصراف محرجاً
- "طيب اصبر علي طيب. شو؟ ما في صبر؟"
- "صبرنا"
- "عجباك؟"
هيك بنرجع للكلام الي ما إلو داعي"

- " طيب طيب ، اعطيتها كلمة؟" مقهقهاً
- " أيوة، قولتلها الموضوع انحل"

- " و انا ما بنزلك كلمة، بس انا مسافر الجمعة. تجيبها بكرة، اعملها مقابلة شخصية، و لا يهمك شي"
- "عن جد؟"
- "ايوة، أنا بدي حدا يهتم في المعاملات الورقية الأجنبية، و انتا كنت بتقول معاها لغات؟؟"
- " ستة.. ستة لغات، معاها انجــ.." بحماس-
" طيب طيب، ايش كل هادا الحماس؟ بنشوفها و بنراضيك. و انا عندي اكم (حسام)."

طأطأ (حسام) رأسه شارداً. فانعقد حاجبا (فؤاد) و هو يسأل

- "شو ها المرة؟"
"انتا مسافر كمان مرة؟ انا كنت مفكر انك قاعد اطول من هيك. كان فيه موضوع تاني، و.."
- "لا، المرة هاي ما فيها تأجيل. ها السفرية بيتوقف عليها شغلات كتيرة. كل شي، فاهمني؟"
- " متل ما بدك"

ثم نهض (حسام) متصنعاً الانشغال بمواعيد متلاحقة، فارتسمت ابتسامة مريرة على وجه (فؤاد) و هو يردف
- "طيب، بس ابقى خلينا نشوفك"
---------------------------------------------------------------------------------
المشهد الخامس

انطلقت (ميراندا) تقود سيارتها الصغيرة ألمانية الصنع بمهارة في شوارع عمان و هي تحمل ابتسامة عابثة على طرف شفتيها الفاتنتين. أوقفتها اشارة مرور مملة، فأخذ رجل المرور يحملق فيها بوَلَه و افتتان. شعرت بالراحة إذ كانت الاشارة تعمل ذاتياً، فلم يكن عليها أن تنتظر ذلك الأحمق كي يشير لها بالمرور. انطلقت مسرعة بجوراه و هي تهمس بازدراء
- "ياللرجال.. ها"

قفزت لقطات سريعة من يومها أمام عينيها و هي تقود، و تذكرت كيف حمل (حسام) حقائبها كخادم مطيع و هو يتعثر في بنطاله الطويل بلا داع. و تذكرت وجهه المتلهف لمعرفة تلك اللغة السادسة، و كيف أنه لم يعرف قط. ثم قفزت بها الأحداث إلى ذلك الـ(عماد)، و أطلقت ضحكة طويلة و هي تتذكر حمقه و لعابه السائل أمامها الظاهر في عروضه الخرقاء و أسئلته المملة. ثم همست في عبث
- "لغة الجسد عزيزي (حسام) ذاك ما أعرف جيداً"

انحرفت في شارع قريب و هي تهدئ من سرعتها، و تفكر بعمق في تلك الفتاة التي ملكت عليها لبَّها و جَنانها مذ رأتها. تلك الساحرة الأخاذة، كم تتوق لتجالسها و تحاكيها. كم تتلهف و تتحين الفرص فقط لتتبادل معها بعض عبارات خرقاء قصيرة. صوتها وحده يأخذها لعوالم لم تحسبها قد توجد. هي ليست كالأخريات. تنهدت في ألم و هي توقف سيارتها بجوار المنزل. ثم هبطت متلفتة حولها قبل أن تدعو حارس العقار ليحمل حقائبها الثقال

أغلقت باب شقتها خلفها بإحكام بعد أن أنقدت الحارس بقشيشا متواضعاً، امتعض له وجه الرجل. إلا أنها لم تأبه له. أطاحت بحذائيها بقوة و هي تخلع بنطالها الضيق بسرعة، ثم قفزت منه قفزاً إلى سريرها البارد الفسيح. و لم تكد تلمسه، حتى احتضنها بعمق و كأنه عاشق مكلوم. استلقت على ظهرها في دعة و هي تحملق في السقف الأجرد. و شردت خيالاتها بعيداً بعيداً

- "يالها من فاتنة، تلك العربية"

همست لنفسها بعبث. و اغمضت عينيها بقوة و ذلك الوجه الفاتن لا يغادر مخيلتها، و ألف لفتة و حركة تضني نياط قلبها كألف سوط، يلهب ذاك الفرس الرابض بصدرها ليعدو و يعدو. ذلك الجسد المتأود باستحياء، و ذاك الوجود الضاغط، كانت تلمع كألف شمس، و يفوح عرقها عطراً دفيناً، قديماً عبقاً لابد و أنه الذي ألهم (زوسكيد) رائعته (العطر). تلمسها عفواً فتذوب أطراف أناملها وَلَها ً. لها ضحكة صافية كعين عذراء، ضحكة لها لون المد، و طعم الخمر. كورق القنب هي؛ رشيقة، وفية للغصن، غضة ندية في الصباح، محتقنة عند الظهر، و مذهبة للعقل طوال الوقت

أرهقها الاستجداء، و أعيتها الحيل، فلم تعتدهما قبلاً. لم يورثها أحد قط ذلك الشعور الملحمي باستنكار الذات، بالاحتياج. فكرت بألف طريقة لتكسب ودها، إلا أن تفكيرها كان دائما يشوشه تهافت قلبها، لذلك الوجه الفاتن، و تلك الروح الجذابة كزوبعة صحراوية، بل كإعصار متوسطي. تبسمت في لذة و جذبت حاسبها المحمول من جوارها و شرعت تكتب بمرح

"الرجال، تلك اللعب المقززة المفيدة: عشرة أسباب لم لا نحتاجهم."

ثم استلقت على ظهرها في موجة طويلة من الضحك الهستيري، كانت تضحك و كأنما هي تنتحب، و كأنها تتطهر من ذاك الشبح الداكن، ذاك الجاثوم الكامن فوق ضلوع الصدر.
انسالت دموعها تحمل ذاك البلل الجاف الأجاج، ذاك الوسط السحري، حيث يذوب الفرح ممزوجا بالألم و اللذة، و تعاسة الوحدة و لوعة الاشتياق. و تقطعت ضحكاتها الأشبه بالبكاء رويداً رويداُ، قبل أن تهمس في شغف
- " آه لو تقرئينني مثلما أقرأك، لو ترين داخلي مثلما أراك. آه يا (داليا)! "

Monday, May 7, 2007

ألحلقه ألسادسه--ألموسم ألثاني

الحلقه ألسادسه- كتبتها سمر
**
المشهد الاول
**
جلست هيام في بيتها الانيق تحتسي النسكافيه...اعتادت ان تكون بكامل اناقتها و هي في البيت تحسبا لآي طارئ أجتماعي... افكارها تاخذها الى ألماضي ألبعيد

تساؤلات كثيره تدورفي راسها...عقلها يقول شئ و قلبها يقول اشياء كثيره من منطلق "قلب ألمؤمن , دليله"
ملاحظاتها و مشاعرها في الاونه الاخيره كانت تؤكد لها بان فؤاد قد تغير

مشاعره اتجاهها لم تعد كالماضي...معاملته لها لم تعد تحمل معها حرارة الماضي
في وقت من الاوقات تمنت ان تعود الي الماضي البعيد حيث كانت هي كل شئ في حياه فؤاد
لم تعني لها المكالمه الهاتفيه التي تلقاها فؤاد قبل قليل بشئ,على ألأطلاق ، فهاتفه الخليوي يرن على مدار ألساعه...
و جميع مكالاماته خاصه بالعمل
عاد فؤاد الى غرفه الجلوس و بدت على وجهه علامات أنشغال فكره ولكنه حاول جاهدا ان يخفيها
.
.ابتسم مخاطبا هيام:" الظاهر اني مضطر أسافر على ايطاليا بعد يومين"
تأففت هيام قائله:" مش معقول هيك يا فؤاد...أنت سفرياتك كترت السنه هاي, و أنا تعبت من مسؤولية ألبيت و ألأولاد... كلها من راسي!". و أكملت بصوت قلق:" و بعدين, انا حاسه انك من كتر انشغالك ، أنك راح تنساني انا و الاولاد".
نهض فؤاد من مقعده وجلس بجانبها ممسكا بيدها بين كفيه...شعور جميل بالحميميه أفتقدته هيام منذ زمن! مقبلا باطن
يدها قائلا:" انا عندي مفاجأه حلوه الك".
واتسعت عيناها بلهفه , واكمل فؤاد بلهجه محببه لطالما افتقدتها في الآونه الأخيره:" شو رأيك تيجي معي في الرحله هاي؟".
."لمعت عيناها بفرح طفولي قائله:" عن جد عم تحكي
.فؤاد جادا:" طبعا يا حبيبتي...انا كام هيام عندي؟ ياللا جهزي حالك للسفر يوم ألجمعه
احتضنته هيام بقوه و طبعت على خده قبله عنيقه تحمل معها كل مشاعرها بالسعاده لأن شكوكها تبخرت من رأسها و أحست بألأمل و ألتفاؤل
.
ودع فؤاد هيام بقبله خفيفه على خدها و اوصلته هي حتى الباب الرئيسي مرورا
بصالونات الضيوف و السلم الشبه دائري الذي يصل الطابق الاول بالطابق ألعلوي...
كان قلبها مفعم بالفرح...
ليست هذه المره الاولى التي ترافق فؤاد في رحلاته ولكنها لم تسافر معه منذ ثمانية اشهر ، بالنسبة لها هذه الرحله تعني قضاء بعض الوقت مع فؤاد- رغم إنشغاله- بعيدا عن جو البيت و روتين الحياه في احلى العواصم التي تحبها
روما , خصوصا رومانسيتها و ال شوبينغ

لن تفصح هذه ألمره عن مكان سفرها لاحد من صديقاتها - و ما اكثرهن- تحاشيا لاحراجها بشراء طلباتهن السخيفه...
مشت بخطوات خفيفه ومتراقصه الى المكتب و قامت بتشغيل الكمبيوتر وفي ذهنها مجموعه من كلمات ألبحث بغرض استكشاف آخر صيحات الموضه لدى المصممين الايطاليين...

كانت هيام قد المت بعض الشئ باستعمال الانترنت و البريد
ألالكتروني بعد ما احست بانها بحاجه الى ان تواكب العصر وحتى تستطيع ان تتفوق على صديقاتها من
المجتمع المخملي بشئ مميز و مختلف فكان معرفتها بعالم الانترنت
احد الطرق لتحقيق غرضها
**
المشهد الثاني
***
انهت ميراندا حديثها مع داليا و ودعتها قائله بحماس و مرح :" خلينا نطلع شي ليله " آوت...أرجيله أو شاي...ياللا...تشاو
داليا بابتسامه متكلفه:"انشاء الله"
وقف عماد من بعيد يراقب ميراندا ويزداد اعجابا بجمالها... و اعجابه يزداد بتفاصيل جسمها الرياضي المفعم بالانوثه
و مما جعله يزداد جمالا التي شيرت الحمراء اللون التي تظهر تفاصيلها...وخصلات شعرها المتناثره تزيدها دلالا و انوثه
تأمل اقترابها منه وتحين الفرصه كي يعرض عليها ك "جنتلمان"بأن يقلها الى أي مكان...ألمهم ان يقضي بعضا من الوقت معها....ربما يحالفه الحظ ويحصل على رقم هاتفها....ونسي في تلك اللحظات السبب الرئيسي لمجيئه الى الجامعه ألأردنيه
...
اقتربت ميراندا من عماد فنادهامستدركا:" يا آنسه“
التفتت ميراندا متفاجئه وتبسمت قائله:"نعم؟“
عماد مرتبكا:"ما تعرفت فيكي...انا عماد، صديق الدكتور علي
ميراندا:"اهلا و سهلا...فرصه سعيده انا ميراندا...وما زالت تنظر بأستغراب نحوه،
عرض عليها سريعا أن يقلها الى حيث كانت ذاهبه، شكرته بأبتسامه سحرته وقالت:" شكرا جزيلا٠٠٠أنا بحب المشي كتير
**
المشهد الثالث
***
في المكتبة الالكترونية بمستشفى القصر العيني جلس الدكتور حسين، بعد محاولاته الفاشله للنوم ،قرر ان يقوم بجوله على عالم المدونات الذي كان قد تعلق به و جعله من المداومين، او المدمنين علية
برغم مشاغله في المستشفى و كلية الطب ... كان في جوله ماضيه قد اضاف مدونة داليا
و مدونة صديقه عبده " مذكرات طبيب مطحون" الى المواقع المفضله لديه
.
فتح مدونة داليا ووجد انها اضافت مقال جديد و عنونته "احساس جديد و اضافت رابط لآ غنية نانسي عجرم بنفس العنوان...
حسين يقراء التدوينه الآخيره في مدونة داليا حيث كتبت: ” تأكدت ألآن بأن ألخيال أصبح حقيقه! لا يوجد مجال للحيره في أمور القلب...قلبي ملكك...و مهما كانت الظروف فسيبقى قلبي لك ...سعادتي لا توصف و اذا مت ألآن سأموت و أنا سعيده
...
علت ابتسامه على وجه حسين المتعب، وفتح صفحة التعليقات و بدأت اصابعه تتحرك على لوحة ألمفاتيح و طبع بمهاره :" أولا بعيد ألشر عنك! ثانيا بجد انا اشعر بسعادتك ... امنياتي لك بالتوفيق و لا تنسي ان تكتبي عن سعيد الحظ مالك القلب السعيد.....
و هم بتوقيع اسم مجهول ولكنه غيررأيه ووقع باسم
Dr.H...
**
المشهد الرابع
**
بخيبة أمل أدار عماد محرك سيارته و أخذ يصارع زحمة السير الخانقه في شارع الجامعه الاردنيه ، من حسن حظه أن سيارته حديثه و تتمتع بخاصية منع الضوضاء من الدخول من الخارج الى اذنيه مما اعطاه شعور بالراحه
...شغل السي دي بلاير و اخذ يستمع الى اغنية اتحدى العالم " ويغني بأعلى صوته لدرجة ملفته للنظر!
أنعطف الى شارع فرعي تفاديا للزحام و اخذته تخيلاته الى ميراندا وعزم امره بأعلام والدته بأنه صرف ألنظر عن موضوع العروس داليا و في داخله يحس برده فعل والدته السلبي ولكنه في تلك اللحظات كان منتشيا بالاغنيه و خيال ميراندا لا يفارق عينيه
وصل عماد الى منزله متجها الى والدته قائلا بارتباك:"ماما..."
ورفعت راسها بنظرات متسائله ...
و قال عماد بتلعثم . و ارتباك:"ماما ،أنا غيرت رأيي عن العروس و ما بدي أروح أزورهم ...
نظرت إليه أم علاء نظرات بها حيره و غموض وقالت بصوت لا يخلو من الانفعال :" وشو بدي اقول لام سرور هلأ... موعدنا ألأسبوع الجاي و أنت باقي لك تناعشر يوم و ترجع على الرياض؟
ثم أكملت بأستغراب "و بعدين شو اللي غير لك رأيك بهالسرعه....؟ ما انت اليوم الصبح كنت مش صابر و لا دقيقه بدك تشوف العروس“...و "سألته بعتب :"و لا رحت شفتها؟
لم يجب عماد و اتجه الى غرفته وفتح النوت بوك خاصته ليكتب خواطره في مدونته التي انشأها عندما انتقل للعمل في الرياض و اسماها "خواطر عفويه"...كتب عماد:" اليوم "قابلت ام اولادي

Wednesday, May 2, 2007

الحلقة الخامسة الموسم الثاني


الحلقة الخامسة كتبتها ناريات

أم علاء و ابنها عماد يجلسان في غرفة جلوس


في فيلتهم...
عماد: و ليش يعني ما اروح اشوفها بالجامعة؟ من بعيد! ما بحكي معها!

ام علاء: يا ماما يا حبيبي، ما نحنا قلنا، من حقها تشوفك زي ما انت بدك تشوفها..ء

عماد: وبلكن ما عجبني شكلها؟ انتي نفسك قلتي عنها ضعيفة، و انتي بتعرفي اني بكره البنات المعصمصين... و بعدين بلكن
انفها كبير مسلاً (مثلاً)؟ خليني اقرر ازا عاجبيتني من هلأ، و ازا ما عجبتني بنكنسل معهم بدون ما تعرف انها ما عجبتني!

ام علاء
يبدو عليها عدم الرضا و تهز رأسها...ء

ام علاء: و بلكن عجبتك و لما قعدتوا سوا انتَ ما عجبتها؟ شو بدو يكون موقفك قدام حالك و قدامي؟ خلص ماما خليها عالتساهيل...ء

عماد يريد أن يقول شيئاً لكن أمه تسبقه و تقول: بعدين الشكل مو كل اشي انت عارف...ء

عماد تبدو عليه علامات الدهشة ممزوجة بالاستنكار: ماما! أنا أعيش مع وحدة بشعة؟

أم علاء: لأ يا عيون ماما، العروس مش بشعة ما تخاف... انا عم بقلك حلوة،(مع ابتسامة و امل ان تحسم الجملة التالية الموضوع) ولا مش كتير مركن عزوء ماما؟!!

عماد: ولو يا ماما، بس...ء
يقاطعه رنين الهاتف الذي يغلو من طاولة قريبة... فتومئ أم علاء لابنها ايماءة صغيرة و تقوم لترد على الهاتف...ء

ام علاء: اهلين هلا ام سرور (هنا يتحفز عماد و يبدأ الانصات بتركيز)...... والله الحمد لله بخير من الله....... كمان العريس منيح هيو بسلّم عليكي.. كيفك انتي؟ .............. بالله جد؟ (تضحك)....... يعطيكي العافية يا أم سرور............ أيوااااا........... (تضحك مرة أخرى)..... أيوا؟ ايمتى حددوا موعد؟.............. طيّب منيح لكان........... ماشي الحال، بنروح أنا و انتي و العريس....................... آآ، بالله؟ على هيك ما اظن يأخرونا اكتر من اسبوع............. ماشي............. أكيد يا ام سرور اكيد ما رح انساكي... ولو، احلى حلوان..... الله معاكي....... باي باي...ء

تنظر ام علاء الى ابنها مبتسمة: و هي موعدك مع العروس الاسبوع الجاي... مش مطول الاسبوع الجاي...ء
عماد يرد بابتسامة مجاملة...ء
ام علاء: يللا انتا احلم بالعروس، خليني اروح اشوف ايلي (الخدامة) شو عم تهبب بالمطبخ لحالها...ء

و تقوم الى المطبخ و هي تحدث نفسها
يعني والله شامانا ما كان في متلها... بتفهم كل شي عالطاير و بتحكي عربي منيح و بتعرف لأطباعنا و عاداتنا... أمّا هاي... لسّا بدي أعلمها شو الفرق بين روح و تعال!
عماد سرحان و يفكر بعمق... و يحدث نفسه: لسا اسبوع بدي أستنّا! لا والله ما حزرتوا... ممممم... لكان قلتولي تجارة بالاردنية؟ و سنة تانية؟ والله جبتها يا عمدة! ما صاحبي علي جديد صار يدرّس بكلية التجارة! شو فيها ازا رحتلّو زيارة زغيرة؟

عماد يبتسم لنفسه... ثم يقوم الى غرفته وهو يصفّر سعيداً، منتشياً بفكرته العبقرية...ء

---------------------------------------

المشهد الثاني :ء

يسير رزق بخطوات متأنية مبتعداً عن حشد الطلاب المتزاحم أمام جدول نتيجة الامتحان السابق، و قد حمل وجهه مزيجاً غريباً من المشاعر. يصعد درجات السلم إلى القاعة بهدوء، ثم يجلس صامتاً...ء
و من مقعده المجاور لمقعد رزق تلتهم عينا صلاح وجه زميله مبتسماً، أملاً أن يلمح في وجهه اي اشارة للنتيجة...ء
و ما ان يصل رزق الى مقعده و يجلس، يميل عليه صلاح و



يهمس: ها يا عمّ، اخبار النتيجة ايه؟
رزق يحدق في الارض صامتاً و لا يرفع نظره من الارض، و يبدو عليه انه لا يلاحظ صلاح الذي يتأمله بانتظار اجابة لسؤاله...ء

صلاح:
ايه ياخويا؟ دي علامات الصدمة ولا ايه؟
يخطف صلاح الورقة من يد رزق الذي لا يستطيع ان يتمالك نفسه فتند عنه ضحكة مكتومة... و ما ان يقرأ صلاح نتيجة
رزق: و الله العظيم كنت عارف... زي نتيجتي بالزبط... انتا ما بتختشيش يا واد؟ بقى أنا اترزع في البيت اسبوع ما ارفعش عينيا من الكتاب، و انت تقضيها صرمحة، و "خد لي الغياب يا صلاح... انا مش جاي المحاضرة يا صلاح..." و آخرتها تجيب زي نتيجتي بالزبط؟
رزق يحمر وجهه محاولاً أن لا يصدر صوت عن ضحكته...ء
صلاح: اضحك ياخويا اضحك ما تضحكش ليه...ء

رزق يتناول ورقته من يد صلاح و يهمس: خلاص بقى... خلاص يا واد... الحسد برضه ذنبه كبير...ء
صلاح ينظر نظرة جانبية الى رزق دون أن يقول شيئاً...ء

رزق: طب ايه رأيك نروح كانتين الطب نشرب حاجة بعد المحاضرة؟ء
صلاح يبحلق في رزق و لا يرد...ء

رزق: خلاص خلاص ياخويا... المرة الجاية لما أحس ان نتيجتي حتبقى كويّسة هسقط نفسي علشان حضرتك ترضى، ماشي؟

صلاح يضحك و يرد: آ لو كده أنا موافق... و هقبل عزومتك كمان...ء

رزق: طب خلاص اسكت بقى علشان شوشرة النتايج خلصت و باين ان الدكتور هيبتدي المحاضرة...ء
صلاح: أوكي.. بس ما تهربش من العزومة!

رزق: طيب خلاص... ش ش ش ش... اسكت هتفضحنا...ء

يسكت الفتيان و يتابعان المحاضرة التي ابتدأت للتو و هما مبتسمان...ء

---------------------------------

المشهد الثالث



في مكتب د. علي في كلية ادارة الاعمال في الجامعة الاردنية كان عماد و د.علي يجلسان على المقاعد الجلدية المقابلة لطاولة د.علي...
علي: آآآ... داليا... داليا... عرفتها عرفتها... داليا بتاخد عندي اقتصاد كلّي...ء
عماد يبتسم...ء
عماد:
طيب ممتاز... يعني بتقدر تورجيني اياها...ء

علي: ما في مشكلة... بس اليوم هي ما عندها اقتصاد كلّي... مش محاضرة شعبتها اليوم...ء
عماد: طيّب؟!!...ء

علي: يعني يمكن ما أقدر اورجيك اياها اليوم! لأنو احتمال تكون منزلة محاضراتها أيام...ء
عماد (مقاطعاً): علي! يعني عقدتلّي الموضوع!

علي: مهو يا عماد لو اليوم عندها اقتصاد بجيبك معي عالمحاضرة و بس أشوفها بوشوشك شو لابسة أو ...ء
عماد: ما بدها كل هاد يا رجل... البنت طالبة هون... يعني بين المحاضرات بنطلعلنا لفّة الا ما صادفها...ء
علي: و اذا ما صادفناها؟
عماد: بنطلع لفّة بالبريك اللي بعدو!...ء

علي يضحك و تبدو الدهشة على وجهه.. xعلي: يعني بدك ايانا نقضيها لفلفة بالكلية حتى نلاقيها! ... مااشي يا عماد... انت عندي بأكم لفّة بالكلّية!
عماد يبتسم و يبدو عليه الارتياح...ء

عماد: يللا لكان... وصّيلنا على فنجانين قهوة... ولّا أحكيلك؟ خليهم تنين نسكافيه...ء
علي (بابتسامة): مااشي يا سيدي...ء

و يرفع علي التلفون ليطلب النسكافيه...ء

-------------------------------------

المشهد الرابع



الدكتور: و بكده تنتهي محاضرتنا للنهاردة... آخر محاضرة في الفصل... موعد الامتحان النهائي متعلّق على باب القاعة تقدروا تشوفوه... و لو أي حد اعتاز أي حاجة وانتو بتحضّروا للامتحان ما تترددوش تعدّوا على مكتبي... ء
يعلو ضجيج حركة الطلاب وهم يتهيأون للمغادرة... ء
يوجه الدكتور حديثه لرزق: رزق... استنّى شويّا ما تروّحش قبل ما تكلّمني... ء
رزق يرد من مكانه مخفياً مشاعره: حاضر يا فندم... ء
رزق و صلاح يوضبان أشياءهما استعداداً للمغادرة... ء
صلاح يهمس لرزق متصنّعاً الشماتة: خروجة الطبّ طارت يا خفيف... ء
رزق يردّ باستياء: بتشمت؟ حتى انت يا بروتس... ء
صلاح يضحك و هما يمشيان للباب: انا مش ناسي ان ليّ عندك عزومة... ء

رزق: هكلّمك بالليل... ء
صلاح يترك رزق الذي يتوجّه لمنصّة الدكتور... ء
صلاح: سلام... ء
رزق يقف قرب الدكتور و يتوجه له مخاطباً... ء
رزق: طلبت تكلمني يا فندم... ء

الدكتور: آه... ايوه يا رزق... اخبارك ايه؟
رزق: تمام يا فندم... الحمد لله... ء
الدكتور(بابتسامة لزجة): و ازي عمك؟

رزق (محاولاً اخفاء نظرة مزدرية): الحمد لله
الدكتور: عملت ايه في الامتحان اللي فات ده؟

رزق يخفض بصره في تواضع: الحمد لله كل خير... بتوفيق من ربّنا... ء

الدكتور: بصّ يا رزق... كليّات القانون في الجامعات العربية بتعمل من فترة لفترة مؤتمرات و اجتماعات... نشاطات كده منوّعة في مجال تخصصنا... و الفترة دي، كليّة الحقوق في الجامعة الأردنية... في الأردن... هتستضيف معسكر تدريب كده، زي تبادل طلابي، تبع جامعة الدول العربية، هيناقش دور المنظمات الدولية في زمن ما بعد 11 سبتمبر... و مطلوب من جامعتنا تنتدب مجموعة من الطلّاب المتميّزين علشان يمثّلونا هناك... وكونك من الطلبة المتميزين أكاديميّاً و اجتماعيّاً، و معروف بشخصيتك المرحة و المحبوبة، انا رشّحت اسمك و كان في موافقة بالاجماع على اختيارك...قال جملته الأخيرة بلهجة ذات مغزي و هو يبتسم...
رزق: شكراً يا دكتور... اكيد ده شرف كبير ليّ ان حضرتك ترشّح اسمي... انا مش عارف هاشكرك ازّاي... ء
الدكتور: لا ما تشكرنيش يا رزق... ده واجبنا ان احنا نشجّع الطلبة اللي زيّك... ء
الدكتور يضيف بمرح: و طبعاّ الجلسة الختاميّة هتكون في خليج العقبة... و هتقضّوا بعدها يوم كامل سياحة هناك... و تتبسطوا ءو بعدها تروّحوا... ء

رزق يضحك... ثمّ يضيف
: ء

رزق: بس يا دكتور في حاجة.. الدراسة و الامتحانات... قصدي يعني... ء
الدكتور (مقاطعاً): ما تخافش... المؤتمر هيكون بعد ما تخلّصوا امتحاناتكو و ترتاحوا... و جايز يضيع عليك كام يوم من بداية الفصل اللي جاي... بس ما يتخافش عليك... ء
رزق: شكراً يا فندم... و هنفضل هناك قد ايه؟
الدكتور: يعني حوالي اسبوعين... ء

رزق: ماشي يا دكتور.. ان شاء الله ربنا يساعدنا و نشرّف اسم جامعتنا و اسم مصر... ء
ثم يتهيّأ للمغادرة: عن اذنك بقى يا دكتور... ء
يستوقفه الدكتور ليضيف شيئاً: رزق... في حاجة مهمّة: بصراحة من أهمّ الاسباب اللي تخلّيني أختارك علشان تمثّلنا هوّ انّك شاب تعرف ربّنا، و سلوكك مهذب و قويم... و أنا واثق انك مش هتتصرف تصرفات كده ولّا كده... ء

رزق يبتسم وقد انحشرت في فمه دعابة يقرّر أن لا يلقيها لأن الوقت قد لا يكون مناسباً، ثم ينظر الى الدكتور و يقول مطمئناً: ما تخافش عليّ يا دكتور... ء

ثم يستأذن و يمضي محدّثاً نفسه و قد خرج من القاعة و اتخذ طريقه في شارع الجامعة: ء
اسبوعين في الأردن... و الله عال... ء
يتناول مشغل الأغاني و يفكر و هو يحاول أن يفكّ عقد أسلاكه: ء
على كلّ حال هيّ فرصة ممتازة علشان احاول انساها... أنساها؟ هيّ أصلاً مالهاش لسّه مكان في حياتي!... هوّ انا اصلاً عرفت اسمها حتّى؟ انا حصرتو بين عيشة و ميسا و ياسمين... استغفر الله العظيم... سامحني يا ربّ... انت عارف ان أنا عمري ما بصّيتلها بصّة غلط... و انت عارف كمان أن اكتر حاجة شدّتني ليها هوّ حجابها الملتزم... ء

ده أنا حتّى بحسّ انّها بتمشي بين بنات كليّتها و هيّ رافعة راسها و فخورة بيه... مالك يا رزق؟ ده وَهم و انت عارف كده! دي
لسّا ف سنة تانية طبّ، و مشوارها طويل... انسى يا رزق... خلاص... ء
أدخل رزق السماعتين الصغيرتين في أذنيه، و تناول الـ"كاسكيت" السوداء و وضعها على رأسه قالتصقت خصلات شعره الطويلة

نوعاً ما برقبته... و مضى و أنغام "سامي يوسف" تداعب أذنيه... ء
--------------------

المشهد الخامس

خرجت داليا من قاعة محاضرتها ليواجهها حسام الذي كان واقفاّ بمواجهة باب القاعة ينتظرها... ابتسمت ابتسامة عريضة تشي بكل مشاعرها حين رأته... و بادلها حسام بابتسامة لا تقل صدقاً عن ابتسامتها... لم تتفارق عيناهما و هما يخطوان أحدهما نحو الآخر... التقيا... ء
داليا: زمان الك بتستنى؟
حسام: مش مهم... انا بستناكي العمر كلّه... ولا بتفرق معاي... ء

داليا ابتسمت في خجل و خفضت بصرها... ء
حسام يدعوها للمسير بايماءة و يبدآن المسير ببطء... ء

حسام: ما قلتيلي كيفك؟
داليا: أنا منيحة الحمد لله... (تبتسم) مشتاقة... ء

حسام: مش قدّي... ء
داليا: انت كيفك؟

حسام: هلأ منيح.. لأني معاكي... ء
داليا تبتسم بسعادة... ترفع رأسها و تفتح فمها لتقول شيئاً لكنها تلمح ميراندا قادمة من بعيد... ء
داليا (بصوت منخفض): يوووه... هلّأ اللي شفنا بعض... ء
حسام (بدهشة): داليا، مالك؟ (ينظر للمكان الذي نظرت اليه داليا) أوه! (ينادي مشيراً بيده بعد أن شاورت لهما ميراندا من بعيد) ميراندا! هااااي!


يبدو شيء من لامتعاض على وجه داليا لكنها تتدارك نفسها و تخفي مشاعرها... ء
ميراندا تصل... ء
ميراندا: هااي حساام... هااي داليا... كيف حالكم؟
حسام يرد: تمام تمام... ء

داليا تبتسم: اهلين ميراندا... تمام بخير... ء
حسام يفكر: آآآ هلّأ ازا ضليت واقف رح تضلّ داليا تدقق عكل نتفة بحكيها لميراندا أو بتحكيها الي... خلّيني أختصر و أفكح انا من هون... ء
حسام: أوكي صبايا... أنا لازم امشي... باي... ء

داليا تتضايق لكنها تواسي نفسها: احسن برضو... ما بحب أبداً تشوف وحدة غيري يا حسام... ء
تحييه الفتاتان و ينصرف... و ما ان ينصرف حسام حتى يدخل الممرّ د.علي و عماد... علي يلكز عماد و يهمس له مشيراً للفتاتين: هيها هيها... هدييك هي العروس... داليا... ء

عماد يحدّق في الفتاتين بدهشة: اللي شعرها أحمر؟
علي: لأ لأ... داليا اللي شعرها فيّو خصل شقرا... ء
عماد يحدّق، ولكن ليس في داليا... يتفحص ميراندا بدهشة مبخوعاً بجمال الفتاة الاسبانيّة... ء
علي لا يلاحظ... ء
علي: عيش يا عماد... و هيني بدي أخلّيك تحكي معها عن قريب... و قول علي عاطل... ء
يقترب علي و عماد من الفتاتين، و يوجه دكتور علي حديثه لداليا: آآ داليا... كيف الاقتصاد معاكي؟

داليا تردّ بابتسامة: أهلين دكتور... تمام و الله... عم بدرسو منيح... ء
علي: ختمتيه ولّا لسّا؟

داليا تجيب و هي تنظر بطرف عينها الى عماد الذي يحدق في ميراندا مبتسماً: لأ لسّا... ء
تحاول داليا أن تتذكّر أين رأت عماد... ء
علي: فاهمة كل اشي لهلّأ؟

ميراندا تسبق داليا و تقول: داليا بنت شاطرة جدّاً... و ذكي... بيفهم كتير... ء
ينتبه علي لتحديق صديقه في ميراندا و لا يرتاح لموقف صديقه فيحاول انهاء النقاش:

علي: أوكي داليا ازا بدك اشي مرّي عمكتبي... ء
ثم يتوجه لعماد: يلّلا عماد؟
عماد ينتبه فجأة كمن استيقظ من شروده و يقول: آ... اوكي... ء
ثم يتوجه لميراندا: what are you studying?
ميراندا (تضحك): عمّي انا بحكي عربي منيح..... انا بدرس الحياة...ثم غمزت بيسراها، في اشارة غير ذات مغزى... ... ء
يضحك عماد لوحده ثم يتهيّأ ليقول شيئاً لكن علي يشدّه من يده... ء

علي: يللا عماد... تأخرنا... ء
عماد: اوكي... (يلوّح مودّعاً) باي باي صبايا... ء
ترد الفتاتان التحية... ء

يمضي عماد و د. علي... د.علي يحدّث نفسه:
مش معقول عماد! مش معقول!ء