Monday, September 10, 2007

الحلقة الثامنة عشرة \ الموسم الثاني

كتبتها نريات
دخل ابو حازم المنزل بهدوء... أغلق الباب خلفه و أدار المفتاح برفق ثم انتزعه من الباب
...
تقدم بضع خطوات قبل أن يوقفه صوتٌ واهٍ لحديثٍ هامس... تجمّد في مكانه و اصاخ السمع... انه صوت انثى... ضحك مكتوم... شعر برجفةٍ غاضبة اجتاحت جسمه... ما الداعي لمكالمة هاتفية في هذا الوقت المتأخر؟ و لماذا الهمس؟ و ما هذا الضحك!! ضمّ قبضته كمن يريد أن يلكم أحداً... و وقف بضع لحظات يستجمع نفسه و يستعيد هدوئه
...
تقدّم بضع خطوات محاولاً أن يتوقع مصدر الصوت... غرفة البنات؟ كلا! انه من صالة الضيوف... ما الذي يحدث؟ لماذا ستجلس المتحدّثة في الصالة المعتمة و تترك غرفة الفتيات المضاءة
!!
سار ببطء و هدوء في الصالة المعتمة متقدّماً نحو غرفة الضيوف... كانت الأفكار السوداء تعصف برأسه... "بناتك يا أبو حازم فلتوا من تحت ايدك!!"... ظلّ ذلك الصوت الهادر بداخله يهتف بهذه الكلمات
...
وقف أمام باب غرفة الضيوف و قد تلاعب برأسه ألف شيطان... امسك مقبض الباب دون أن يصدر عنه صوت... و فتح الباب فجأةً و انار الغرفة
...
و أمامه تسمّرت داليا، بوجه مصدوم... و هاتفها في يدها
...
بحركة هادئة و سريعة اغلقت داليا الخطّ... و وقفت أمام أبيها باهتة... للحظة فكّرت: "راحت عشبابك يا داليا

بعينين مجمّرتين نظر اليها والدها... مرّت بضع لحظات عبرت خلالها آلاف الأفكار رأس الرجل... فكّر بحديث الرجال قبل قليل في القهوة... و شعر بالغثيان اذ فكّر أن ابنته من الممكن أن تحادث رجلاً بمثل سنّه... تخيّل نفسه يوسعها ضرباً... كانت كل هذه الأفكار باديةفي عينيه اللتان حدّقتا مباشرة في عيني داليا المذعورتين
...
و لم تمرّ بضعة ثوانٍ حتى اكتمل المشهد المأساويّ... ندّ عن هاتف داليا صوت الرجّاج المكتوم وأخذت شاشته و أزراره تومض بشكل متقطّع
...
اتّصال وارد
...
هربت الدماء من وجه داليا و تجمّدت أطرافها
...

اشتعلت عينا ابي حازم... اقترب من داليا بضعة خطوات... مدّ يده و تناول الهاتف من يدها... و كمُدان موقنٍ بالاعدام لم تقاومه داليا... و أرخت أصابعها مطلقةً الهاتف
...

حدّق الرجل في شاشة الهاتف الذي كان لا يزال يرتجّ باصرار... ظلّت عيناه معلّقتين بالشاشة الى ان انقطع الارتجاج... نظر ابو حازم الى ابنته... حدّق في عينيها بحزم ارعبها... القى اليها الهاتف، و قال قبل أن ينصرف:" معاكي طول التهار... ليش طقّ الحنك بالليل؟ عيب!..."

بلا حراك ارتمى الهاتف على الأرض... و في مكانها تسمّرت داليا دون ان تفهم شيئاً... و ترددت جملة والدها في أذنيها " معاكي طول التهار... ليش طقّ الحنك بالليل؟ عيب

حدّقت في الهاتف بذهول... فكّرت: "يعني ازا بحكي مع حسام بالنهار ما عندو مشكلة؟!! شو اللي عم بيصير!..."
و انطلق ذلك الأزيز من جديد... أزيز الرجّاج اللحوح... نظرت الى تلك اللعنة الملقاة على الأرض برعب... انقضّت على الهاتف فجأة تريد اسكاته حين التقطت عيناها شيئاً ما... على الشاشة كان يومض متقطّعاً : "حلا... يتّصل بك
..."
صمتت لبرهة بدا أزيز الرجّاج خلالها مدوّياً كهدير مدفعية... حدّقت في شاشة الهاتف ببلاهة ثمّ انفجرت في ضحك هستيري مكتوم و دموعها تسيل من عينيها... "حلا يا هبلة! من ايمتى اسم حسام على تلفونك! اسم حسام عندك: حلا!"... و فهمت فجأة لماذا لم يحلّ عليها الغضب الذي كانت تتوقّعه
...
اسكتت داليا هاتفها... و كتبت الرسالة التالية: "حسام، الليلة كنّا رح نروح فيها...
لازم نخفف شويّ هاليومين...
بكرة بحكيلك ازا شفتك
"
ثم اختارت ارسال الرسالة... و اختارت اسم المستقبل: حلا... و ضغطت زرّ الارسال

4 comments:

Mala2e6 said...

thank you narnar w teslam edeeki

:D

Me said...

sorry i have not been here for a while, but i read the episode from the other blog. good one Naryat. i think we are stopping for now till when? everyone seems to be too busy this holiday season. take care everyone and enjoy!

Anonymous said...

Ma bedko te3malolko 7alqat Ramadaniyeh ya3ni.

Anonymous said...

you know what? this is becoming very boring.. its taking ages to come up with an episode and when you do it does not contain a lot of action.. you lost my interest in following your musalsal..