Monday, June 4, 2007

الحلقة التاسعة \ الموسم الثاني

كتبتها نريات


**

المشهد الاول


كان شارع كلية الهندسة يضج بالدوشة الاعتيادية للطلبة...
و من الكانتين خرجت فتاتان حاملتين كأسين من النسكافيه في اكواب كرتونية...
بسمة: انتِ كنتِ عاوزة تقوليلي ايه و سكتتي لما جت زينة
شيماء : يوه يا شيخة... هي زينة دي بيتحكي قدامها حاجة! دي لما تسمع يا دوب ديل الحدوتة بتكملها لوحدها و تلاقيها تلف و تدور بين التلامذة و تتكلم في سيرتك...
بسمة تضحك بمرارة و تصدق بايماءاتها وصف شيماء لزميلتهم الثرثارة المزعجة...
بسمة: فعلاً انا لو مكانك كمان ما كنتش تكلمت... دي احسن حاجة تعمليها معاها انك تسكتي خالص و تسيبيها هي تتكلم...
شيماء: المهم... سيبينا من زينة و حواديتها الفارغة... فاكرة رزق اللي كلمتك عنُّه؟
بسمة: ايوه ايوه... رزق بتاع النت، مش كده؟
شيماء (مبتسمة): أيييوه... هوّ بالزبط... عارفة المخيم ده بتاع التبادل الثقافي اللي هنروح معاهم الأردن؟
بسمة: آه عارفاه، ماله؟
شيماء (بسعادة): انا كنت رايحة مكتب خالي النهاردة و سابني ابص على الكشف بتاع الأسماء اللي مشاركة في المؤتمر معانا... و شفت اسم رزق!...
بسمة (بابتسامة متسعة): يعني هيروح الأردن معاكو!...
شيماء تضحك و تكمل: يا شيخة ده انت عبقرينو! ما انا قلتلك اسمه معانا... يعني ان شاء الله هييجي...
بسمة: قصدك اختاروه ييجي... لو هوّ عايز... جايز يحصلّه ظروف ولّا حاجة تمنعه...
شيماء تعبس و تنظر الى بسمة: يا ساتر يا شيخة! ايه الأفكار دي! ده انا كنت مبسوطة علشان لقيت اسمُه!
بسمة تضحك و تقول: يعني لو ليكي نصيب تشوفيه هناك كلامي هيخليه ما يروحش! كبري دماغك يا بنتي!
شيماء تضرب كتف صديقتها بحركة مرحة و هي تضحك: امشي امشي من هنا... اصلك لو اتأخرتِ عمحاضرتك انا اللي هروح للدكتور و افتن عليكي...
بسمة تضحك و تمسك صديقتها من ذراعها و تسحبها: لا يا شيخة! لسه فاضل ساعة و ربع للمحاضرة! بصّي!
و ترفع ساعة يدها في وجه شيماء...و تمضي الفتاتان و هما تتبادلان الأحاديث المرحة و تتضاحكان...
* * * * *
المشهد الثاني
داليا تجلس لوحدها قرب برج الساعة في الجامعة الأردنية... أشعة الشمس غدت لطيفة بعد أن مالت عن وسط السماء و بدأت تقترب من الغروب... و نسيم بداية الصيف المنعش يداعب الوجوه و ينشر بين الجميع شعوراً بالتفاؤل و الطمأنينة...لم تعتد داليا أن تستمتع بجلوسها وحيدة... و لكنها هذه المرة كانت سعيدة جدّاً... كانت مطمئنة ان حسام في بيته قد بدأ التحضير للامتحانات...
كانت مندهشة من السعادة التي تحيط بها... هل هذا معقول؟ هل أستحق كل هذه السعادة التي تجود بها الحياة عليّ؟ في الآونة الأخيرة تحسنت علاقتها بحسام تحسناً ملحوظاً... و غدت ثقتها به كبيرة جدّاً... كانت تشعر بالأمان كلما فكرت به...لم تشعر داليا باقتراب نادين...
نادين (من على بعد عدّة خطوات): هاي داليا...داليا لا تجيب و تبدو و كأنها في عالم آخر...
نادين تقترب أكثر و تجلس: داليا! مش سامعتيني؟
داليا تنتبه فجأة عندما تحدثها نادين...
داليا: أهلاً نادين! (تضحك بخجل) آسفة و الله ما انتبهت انك هون...
نادين تبتسم و تقول: لكان يا عمّ... عقلك بمكان تاني... يللا... كمان شوي بنسير بدنا مواعيد مشان نشوفك ولّا نحكي معاكي!
داليا: الله يسامحك! ولك انتي اللي بتحكي هالحكي! انتي عارفة انك اقرب وحدة الي بين صاحباتي...
نادين: يا ستي الله يخلينا لبعض و يخليلك حسام... (تغمز صديقتها) عقبال ما نفرح فيكم...
داليا تبتسم بخجل: لسّا الطريق طويل بس ان شاء الله...نادين: يا ستّي ان شاء الله... ما قلتيلي... مرّيتي عند الدكتور مشان الورق اللي قال انّو بدو يعطينا اياه؟
داليا: لسّا... كنت عم استناكي مشان ما أروح لحالي...
نادين تنهض و تستحث داليا للنهوض: طيب لكان يللا مشان ما نضيّع وقتنا...
و لا تلاحظ الفتاتان نعيم الذي كان يجلس قريباً طوال الوقت دون ان تشعرا به... أو تلاحظا ابتسامته التي تحمل كميات مقرفة من المكر و الخبث...يحدق نعيم في الفتاتين و هما تبتعدان...
و يحدث نفسه: عقبال ما نفرح فيكم! مبسوطة يختي بدك تفرحي فيها؟ هو شو كاين حسام افندي لحتى قاتلين حالكم عليه؟ بشو حسام أحسن مني يعني؟ عشان ابوه حرامي؟و يبصق نعيم بقرف... و يقول بصوت مسموع: وينك يا ابن الـ... بلاش ما احكي... من ايمتى مفروض تشرّف؟و يتلفت حوله بنفاذ صبر... و ما هي الا ثواني حتى يلمح شخصاً قادماً من بعيد...
نعيم: هلا هلا... ولك شو هالمواعيد اللي عليك؟
يقترب الشاب الآخر و يقول اثناء اقترابه: ولك اخرس بس تشوف شو جايبلك رح تعرف انّو مستاهل تستنى... افتح البلوتوث افتح..
.و يتناول نعيم هاتفه بقلة اكتراث و يشغل خدمة البلوتوث...
الشاب: فتحته؟
نعيم: خلّصني... فتحته...
يرد الشاب الآخر و هو يرسل الصورة الأولى: معلش حبيبي... منك مقبولة.. عراصي...
...يتم الارسال...نعيم يفتح الصورة، و تتسع عيناه بدهشة ممزوجة بالفرح...
و يقول: اخص! ولك حساااام!... و الله ما انت قليل!
يضحك الشاب الآخر و يقول: خذ يا حبيبي خذ... في منها كتير...و يواصل ارسال الصور... و حين ينتهي ما في جعبته من صور، ينظر الى نعيم مستجدياً الثناء، حث انه من الفئة الأحقر من نعيم... الفئة الوحيدة التي يستطيع امثال نعيم أن يشعروا بتسلطهم معها...
نعيم ينظر اليه برضى و يقول: حبيبي... و الله لأبسطك بس استنى عليّ...و ينصرف اشاب الآخر سعيداً بما أنجز مع شخص يعتبره مثلاً أعلى له...و يبتسم نعيم لنفسه راضياً... سعيداً برائحة المشاكل التي بدأت تفوح في الأجواء... و يسير ببطء منتشياً بخيالاته حول ما يمكن أن يفعله بصور حسام مع ميراندا...
و ينظر مطوّلاً الى صور حسام و هو ممسك بكفّي ميراندا و هو يحدق فيهما بكلّ حنان...
و يهمس لنفسه: و الله اختصرت عليّ تعب كتير يا حسام!
* * * * *
المشهد الثالث
تفتح شيماء نافذة غرفتها ليدخل نسيم الليل الصيفي المنعش... تذهب الى المطبخ و تحضّر لنفسها فنجاناً من الشاي... حتّى في
ليالي الصيف الحارة لا تستطيع شيماء أن تستغني عن كوب الشاي الساخن مساءً...تضع كوب الشاي على طاولة الكمبيوتر خاصتها...
تفتح مستعرض الانترنت و تدخل الى غرفة الدردشة التي اعتادت التواجد فيها ليلاً من وقت الى آخر... ما تحبه في هذه الغرفة أنها محافظة و روادها قلّة، و معظمهم من بيئات معروفة...
لم تكن غرفة دردشة عامّة يدخلها من هبّ و دبّ...تدخل اسمها المستعار "ماشا" و تدخل الغرفة... كم تحب هذا الاسم الذي استوحته من قراءة الأدب الروسيّ... انه تحوير لاسمها "شيماء" على الطريقة الروسيّة
... ثواني معدودة و يتم الاتصال... و تظهر قائمة المتصلين على يمين الشاشة و اسمها بينها... تستعرض الاسماء و تجد الاسم الذي تبحث عنه...
و تضحك مع نفسها للاسم المستعار الذي يستخدمه (^_^)، اينما ترى هذا الشكل (^_^) تعرف انه رزق... و تفتح شاشة لتتحدث معه...
ترسل شيماء:ماشا: هاااايزززز...انها تعرفه منذ فترة من غرفة الدردشة هذه... تعرفت عليه في غرفة الدردشة... و سرعان ما ادركت كم هو معروف في الحقيقة... انه رزق، زميلها في الجامعة و لكن ليس في الكليّة... و بسبب خفّة دمه و شخصيته البسيطة و المرحة و طبعه العفويّ، كان رزق مشهوراً في الجامعة و في النادي الذي يرتاده و تقريباً في كل مكان يتواجد فيه، رغم أنه لم يكن سليل عائلة ارستقراطيّة أو مشهورة... كان انساناّ بسيطاً جدّاً و عفويّاً... كانت تعرف شكله و تعرف من هو... و كثيراً ما كانت تصادفه في الجامعة و تعرفه لكنه لم يكن يعرف شكلها... كانا صديقين لكنه كان بالكاد يعرف اسمها...
اضاءت النافذة الصغيرة باللون الاحمر اشارة الى تلقيها ارسالاً من رزق...
(^_^): اهلاً اهلاً ماشا... ازّيك؟
ماشا: الحمد لله، أنا كويّسة... انتَ ازيّك؟
(^_^)
الحمد لله... من ربنا بخير
: ...(^_^)
: ما قاتيليش، عاملة ايه الأيام دي؟
ماشا: و الله أديني بجهز للامتحانات... و بعدها هاطلع الأردن...
(^_^)
بتتكلمي جد؟ انتي رايحة الأردن برضُه؟ تقصدي المخيم بتاع الطلبة؟
ماشا: لوووول... ايوة
ماشا: ما توقعتش، مش كده؟
(^_^)
: لوول ايوه ما توقعتش...
ماشا: على فكرة انا عارفاك كويس
(^_^)
: آآآآ... تعرفيني؟ و انا ما اعرفكيش؟
ماشا: ايوه... ما تعرفنيش. اصل انا مش معروفة اوي زي ابورزق ;)
(^_^)
: ايوااا... انا ابو رزق بقى و الأجر على الله..
(^_^)
: لووول
ماشا: لوووووووول
(^_^)
: طيب دي معقولة يعني؟ انا عمري ما شفتكيش مثلاً ولّا ايه الحكاية؟
ماشا: لأ. انت شفتني بس ما خدتش بالك
...(^_^)
: ممممم... طب شفتك ايمتى؟
ماشا: انا اللي كنت واقفة مع سيف لمّا كلمته يوم الحد اللي فات
(^_^):
والله؟ انتي تعرفي سيف منين؟
ماشا: لوووووول سيف ده ابن عمي!
(^_^):
سيف ابن عمك؟ و ما اعرفكيش يا بنتي؟ ده سيف صاحبي جدّأً!
ماشا: لول
ماشا: مش مشكلة... اصلنا باين هنشوف بعض كتير... يعني، لمّا ننزل الأردن
...(^_^):
انتي بتدرسي ايه؟
ماشا: هندسة
(^_^):
طب انا باجي الهندسة عندكو كتير! خليني أشوفك لمّا أجي!
ماشا: يا سيدي ان شاء الله...
(^_^):
ما قلتيليش، عمالك تسمعي اي حاجة و انتي بتدردشي؟
ماشا: ايوه... بسمع سامي يوسف
...(^_^):
سامي يوسف؟ بتجيبي اغانيه منين؟
ماشا: يا امّا من النت، ع الوبسايت بتاعُه، يا امّا لو عندك كريديت كارد تقدر تطلبو اونلاين
...(^_^)
آه... ايوه... اونلاين... ما همّا قالولك الفلوس عندنا للركب!
ماشا: لووووووول
ماشا: يبقى شوف لحاجات اللي تقدر تنزلها من النت ببلاش
...(^_^):
ايوه ما انا نزلتها، بس انا عايز المجموعة كاملة...
ماشا: لول يبقى ما نقدرش نخدم حضرتكم... انا برضو نزلت العينات الفري... تستنى بقى لحد ما البوماته توصل مصر...
(^_^):
يا ستي
...(^_^):
قلتيلي هندسة؟ طب تشربي بيبسي دايت
ماشا:ابعتهولي عالايميل من فضلك...
ماشا: طيب يا ابورزق...انا لازم اروح دلوقتي...
(^_^):
اوكي..
خلي بالك من نفسك
...(^_^):
ربنا معاكي...
ماشا: ميرسي... ربنا معاك...
(^_^):
تصبحي على خير...
ماشا: و انت من اهله...
ماشا: باي
...(^_^):
باي...
تناولت شيماء كأسها الفارغ و ذهبت به الى المطبخ... كانت تفكر في رزق... كم هي نادرة نوعيته هذه الأيام... انه ملتزم و ذلك ظاهر في حديثه... و في نفس الوقت فهو يعيش متطلبات عصره ولا يحبس نفسه قي التاريخ كما يفعل بعض الشباب المتدينين...كانت تشعر أن الأيام ستحمل لها مزيداً من اللقاءات مع هذا الشخص الفريد
***

13 comments:

Me said...

Very good episode!! Thanks Naryat for great writing and great events and dialogue!

Anonymous said...

hehe...
u welcome summer!
Glad u liked it though its not as i wanted it to be...
bs what to do!
yalla el2yam jaye w enshalla benkamel 3aleha..

Mala2e6 said...

نريات

انتي كل يوم بتثبتي انك كاتبة طراز اول خمس نجوم

يسلموا هالايدين اللي طبعت و المخ اللي تكتك

و يعطيكي العافية الحلقة كتير حلوة

Anonymous said...

::very shy face::
::red cheeks::
mala2e6 sanx 7abeebti... wala 5ajaltini.. @);--.

Anonymous said...

nice i liked it keep the good work salam .
reader to ur mosalaslal

Ayman Elkholi said...

تسلم ايديكي

أنا عجبني المحور بتاع رزق كده

Anonymous said...

:-)
شكراً محجوب...
أنا كنت خايفة شخصية رزق ما تعجبكش انتا بالذات، علشان انت اللي عملتها يعني ;-)
مبسوطة جداً ان الحلقة عجبتك...

Anonymous said...

Very nice Naryat...
be careful this girl have lots of qualities...
nice job.

Qabbani said...

:)

this is nice , weenk men zaman :P

Anonymous said...

hisham,
glad u liked it... makel feye m2lab :-p

Qabani,
haini, kont met5abye fel5azaneh lol

Anonymous said...

Who's next? :-|
I will be offline and will come back on sunday...

sweetlikearose said...

nice writing ya natyat .. loooooool bte7ma el 7ala2at 23de .. who is next??

Mala2e6 said...

mahgoob is writing next but this week we'll be late due to exams..good luck to all