Wednesday, August 15, 2007

الحلقة الخامسة عشرة \ الموسم الثاني \ ج3


كتبتها نريات


* * * * *
في تمام الساعة الواحدة، خرجت ميراندا من مكتب فؤاد... مرّت بابي الهول... و ضاربة بكلّ بروده و هدوئه الذي يشبه الحجارة عرض الحائط، خاطبته بكلّ مودّة و انطلاق و دون أيّ حواجز: عمّو انا نازلة بريك... بدّي أوصل أتغدّى... بدّك اشي؟



و بهدوء جامد لا يشبه بشكلٍ من الأشكال نبرتها أجابها مثبّتاً نظرته الباردة عليها: لأ... شكراً.

..
ردّت بكلّ مودّة و هي تعبر الى باب الشركة: ولا حتى آيس كريم؟ و ضحكت غير عابئة بكونها- في الواقع- تكلّم نفسها... ثم أغلقت الباب خلفها و هي تحييه: بااي


...
مرّت عشر دقائق كانت بعدها تعبر الباب الى القاعة الواسعة التي أقيمت فيها ورشة العمل التابعة لمخيّم التبادل الطلّابي... كانت الكثير من الطاولات الأنيقة تنتشر في القاعة... و حول كلّ طاولة جلست مجموعة لا تتعدى الخمسة أشخاص


...


أومأت ميراندا الى المتحدّث محيّيةً اياه بابتسامة، و سارت بهدوء الى الجدار المقابل الذي اصطفّت على طوله مقاعد مخصّصة للحضور الذين لا يرغبون في المشاركة في المجموعات و اتّخذت هناك مقعَداً لها... لم تعي ميراندا ما كان

يقوله المحاضر، فقد كانت مشغولة بمراقبة الحضور



... كانت تتفحصهم جميعاً...


فتية و فتيات لا تتعدّى اعمارهم منتصف العشرينات... و من بين الجمهور... اصطادت عيناها المدرِّبتان شابّاً من المشاركين جالساً على احدى الطاولات... كانت سيماء الجديّة تبدو عليه... كانت عيناه اللتان لم تتمكّن من رؤية لونهما الأخضر من مكانها تتابعان المحاضر باهتمام شديد من خلف نظاراته... كانت يده تتحرّك كلّ فترة مدوّنةً شيئاً ما على الأوراق التي أمامه... و كان أحياناً يميل على زميلته و يهمس في أذنها شيئاً ما... و أحياناً كان يهزّ يده التي أسدلها الى جانبه باشارات تدلّ على انسجامه الشديد بالحديث... و كان ممّا لفت نظرها كونه ملتحياً... لكنّ شعره الطويل المسرّح بالاضافة الى ملابسه كانا يضفيان عليه مظهراً عصريّاً


...
لم يطل الوقت حتّى انهى المحاضر حديثه و أعلن عن استراحة لمدة نصف ساعة... فلم تضيّع ميراندا الوقت و توجّهت مباشرة الى رزق و شيماء... كان رزق يتحدّث بحماس... و أبطأ في كلامه و أخفض صوته حين لاحظ اقتراب ميراندا قبل أن يسكت تماماً... التفتت شيماء لتدرك سبب سكوت رزق حين أبصرت الحسناء تقترب...



اتّسعت ابتسامة ميراندا حين اقتربت و بادرت رزق حين أوشكت أن تصل: بليز ما تقطع كلامك بسببي... كمّل... مش قصدي أقاطع


...

حدّث رزق نفسه: مش أعرف انتي ايه الأوّل؟


و ردّ عليها بصوت مرتفع و بابتسامة لبقة: أهلاً بيكي... أبداً ما فيش مشكلة... كلام عامّ يعني

...
ابتسمت ميراندا و مدّت يدها لمصافحة رزق بمودّة و عرّفت بنفسها: ميراندا من اسبانيا

...
ردّ رزق: و انا رزق من المرّيخ... و ضحك ثلاثتهم قبل أن يستدرك رزق: لا أنا بهزّر... أنا رزق من مصر...


ثم نظر الى شيماء مبتسماً: و دي شيماء برضو من مصر... ثم نظر مباشرة الى عيني شيماء التي خجلت و خفضت بصرها مبتسماً و أكمل: اجدع بنت فـ مصر

...
ابتسمت ميراندا بسعادة بادية و قالت: مبسوطة اني التقيت فيكم... خفت ما ألاقي ترحيب لأنّي غريبة


...
ابتسمت شيماء بدهشة بادية و ردّت: غريبة ايه يا شيخة! ده انتي بتتكلمي عربي و لا أجدع العرب يا بنتي!


و ضحك ثلاثتهم دون أن تلاحظ ميراندا اقتراب امرأة شابّة اوروبية المظهر من خلفها... لمست كتفها... و ما ان استدارت ميراندا حتّى انطلقت المرأة الأوروبية مرحّبة بحرارة:


Martha! How come! In Jordan? What brought you here?


كانت أقلّ من ثانية تلك الّتي ظهر فيها ذلك التعبير الغريب الذي جمع بين المفاجأة و الضيق... كانت لحظة لم تلتقطها سوى عينا شيماء... و حدّقت في ميراندا التي تناولتها المرأة الأخرى بين أحضانها و عانقتها بحرارة... و بابتسامة صادقة... و بين تساؤلات شيماء و دهشة رزق و سعادة المرأة... استعادت ميراندا توازنها في أقلّ من ثواني و عاشت حميمية اللحظة مع صديقتها... ابتعدتا عن بعضهما... و نظرت كلٌ منهما الى عيني الأخرى بشوق...
ردّت ميراندا بسعادة:


It's life Betty! It's life that parted us in the past and gathered us now!


و اتجهت الى رزق و شيماء: هادي بيتي... صاحبتي من زماان، كنا سوا فأمريكا... ثمّ اتجهت الى صديقتها و قالت:
These are Rize2 and Shayma2 from Egypt…


اقتربت شيماء من ميراندا و همست مبتسمة: عفواً حضرتك اسمك مارثا؟ مش قلتي...



و قاطعتها ميراندا ضاحكة: مارثا اسم التعميد حبيبتي.. كانت بيتي تناديني مارثا مشان كان اسم ميراندا يدايقها شوي

...
ابتسمت شيماء محاولة أن تقنع نفسها...


كانت بيتي تراقب ثلاثتهم في سعادة دون أن تفهم كلمةً واحدة مما يقولون... لكنّ ابتسامة ميراندا الودودة و حديثها المتدفّق و عربيّتها التي تسودها لكنة اجنبية و التي اضفت عليها مزيداً من البراءة بدّدت أيّ شكوك لدى شيماء... و شيئاً فشيئاً انخرطت معهم في حديث كان ينتقل احياناً للانجليزية حين يشمل بيتي...



و افترق الأربعة بعد أن تبادلوا عناوين البريد الالكتروني حين أعلن المحاضر انتهاء الاستراحة


...

2 comments:

Anonymous said...

روعة من الاخر .. المسلسل كتير حلو وشيق.. انا عم بحس انو الاحداث عم بتحلو ... يعطيكم العافية .. وبانتظار المزيد :)

Naryat said...

yahala fiki bara2... 5aliki mtab3a o enshalla 7a tenbesti kteer :-)
m5abyeen mufaja2at from the last ne7na l2enno :-p