Monday, August 27, 2007

الحلقة السادسة عشرة \ الموسم الثاني \ج3

في المقهى الشعبي في احدى مناطق وسط عمان , كراسي خشبية قديمة , و عدد كبير من الطاولات المنتشرة في
المكان و على الرصيف المطل على الشارع , يوجد شاشة تلفاز في كل زاوية من زاويا القهوة , و الدخان الكثيف المتصاعد من الأراجيل و الدخان , و تستطيع ان تسمع صوت رمي الزهر و اصوات الضحك و غرغرة الأراجيل
في الطرف طاولة يجلس عليها 3 رجال في العقد الخامس , يتحدثون و احدهم يأرجل و الأخر يدخن , يسمعون صوت

مساء الخير يا جماعة و يتناول كرسي و يجلس معهم على الطاولة

يرد احدهم : هلا ابو حازم ؟ متأخر ؟ شو القصة
يرد الأخر : شكلو ام حازم ما اعطتط موافقة تطلع هههههه
ابو حازم : فشر مرا تتحكم في , انتو بتعرفو اني بطلع ايمتى ما بدي و بجي ايمته مابدي

يرد عليه"هز رأس" : ااه مزبوط مزبوط ههههه
يطلبون ورق للعب و يبدون بلعب الورق و شرب الشاي بالنعنع , و يطلب ابو حازم ارجيلة سلوم

ابو حازم : اه يا ابو خليل شو صار مع ابنك ؟
ابو خليل : شو بدو يصير بدي انزلة على الورشة
ابو حازم : بس مش بعدو بالمدرسة
ابو خليل : اه بس هامل مش شغل دراسة يتعلم صنعة احسن له
ابو حازم: انتي مش عارف تربي مزبوط

ابو خليل (وهو يؤشر على ورق اللعب ) : ابو حازم انا مش ناقصة , العب انا طرنبت عليها
ابو حازم : هاهاها طيب , فكرك رح تطلع منها
ابو اسعد : اطلع اطلع هالصبية يا حرااام
ابو خليل : صغيرة هاي
ابو حازم : شو يا ابو خليل بعد ما تجوزت الثانية بطلت تعبي عينك اي بنت يا عمي يلي بياخد صبية برجع شب
ابو خليل : عقبالك

ابو حازم : هههههههههههههههههه يازلمة انا يلي عندي و مش خالص بدك اجيب وحدة ثانية , بمشي بالشارع بعدين
ابو اسعد : والله ياأبو خليل انته قلبك قوي ,بعدين مرتك هي يلي خطبتلك انا ما افتح ولا اجيب سيرة ولادي بقتلوني
ابو حازم : ااخ والله البيت هم و قصة
ابو اسعد : الله بعين العب العب , جايين ننسى القرف
ابو خليل: هاهاها اعملوها زي و يلي يصير يصير

ابو حازم (و هو يسجل على ورقة التحصيل) : و هي 51 صحتين عليكم و طلعتو برا
ابو ضياء : على راسي يا بو حازم هيك اللعب الصح و خسرناهم

يضحكو بشكل جماعي على صوت ام كلثوم
و يسرح ابو حازم في تفكيره و يحدث نفسه: ااه هي ابو خليل مبسوط و راجع 20 سنة لورا بعد ما تجوز الثانية و ولا على بالو , و مبسوط , اخ بس لو معاي اكم الف زيادة لأطقها جوازة و يلي بدو يصير يصير , بس من وين يا حسرة , توجيهي و جامعة و لسة في والد , انا شو عم بحكي , ال اتجوز صار عمري 50 سنة و لسا بفكر هيك

ابو أسعد : ابو شريك ابووووووووشريك
ابو حازم (متفاجاء) : اه اه
ابو اسعد : العب
ابو حازم : شو الطرنيب ...

ينتهي اللعب , يتبادلون الأحاديث , و في هذه الأثناء يقوم عمال المقهى بتنظيف بعض الطاولات الفارغة و يعم الهدوء شيئا ف شيئا , ينظر ابو حازم إلى ساعته فيجدوها قريبة من منتصف اليل , ف يقوم مستعجلا

يلا يا جماعة انا بدي استئذن , اخذني الوقت الساعة صارت 12 ما بدكو اتقومو
ابو خليل : شو رن الجرس ؟؟
ابو حازم : لا يخوي ام حازم بتكون ب 7 نومه هلا , بس انا يلي رن جرسي
بصوت جماعي : لله معك نحنا شوي و منقوم

و يتمشى ابو حازم في الشارع متوجها إلى منزله جو جميل , بادر نسبيا , هدوء في الشارع , و عدد قليل من السيارات و ينظر حوله فيجد شاب وفتاة يسيران معا , فيقول في نفسه شو هاد و ين اهلهم هذول الساعة 12.15 .. ااااخ والله تربية الولاد ماهي سهلة تكسي تكسي يقولها بسرعة ملوحا بيده ...

يصبح قريب من منزله , يلفت نظره ان جميع الغرف مطفاءة الأنوار, ماعدا غرفة البنات , ف بنظر إلى ساعته و يهز برأسه .. و يقترب من مدخل البيت مخرجا مفاتيحه ليدخل منزله ...

Tuesday, August 21, 2007

الحلقة السادسة عشرة \ الموسم القاني \ ج2

كتبها موفق
داليا في احدى ساحات الجامعة تتمشى و تتحدث بالموبايل مع حسام


داليا :شو اخبارك يا حلو

حسام:تمام ماشي الحال انتي كيف امورك

داليا :ماشي الحال , وين ما اجيت على الميتج تبع بالمدونين

حسام:أي ميتنج ؟ ليه كان في ؟

داليا (بستغراب ) :اه كان في كأنك ما بتعرف يعني كان المنسقين منزلين إعلان و اجا كتير ناس حتى من برا الأردن
حسام: ااه الي زمان ما شيكيت , (بنبرة عصبية ) و حضرتك رحتي لحالك ؟؟

داليا :لا طبعا , رحت انا ونادين ( يمر مجموعة من الطلاب من جانبها بضحكات عالية
حسام: شو هي الأصوات انتي وين ؟؟

داليا : بالجامعة هدول شلة زنخين مرو
حسام:ها طيب و مين كان هنالك بالميتنج

داليا :الكل تقريبا و اجا غسان المشكلجي و كعادته لطش نسمة حكي
حسام:ههههه هاد ولا بتغير في حدا جديد ؟

داليا : اه بنت مصرية , ومعها واحد تاني
حسام( يدخل من جهازه المحمول على الموقع تجمع المدونات و يتصفح من كتب عن الإجتماع ): اه طيب وشو كمان

داليا : كيفنا و كان الجو ممتع
حسام: طيب , معنتها راحت علينا

داليا : يس , كنت حابه اتكون موجود
حسام: يلا خيرها بغيرها (يبدا بالتفكير بدعوة ميرندا على اجتماع المدونين

داليا :طيب و انته وين هلا ؟ و شو عم تعمل ؟
حسام:ممم انا طالع اشوف فيصل , و عندي كم مشوار

داليا :اها يعني مافي امل انشوفك شخصي اليوم
حسام:اكيد في امل استني تلفون مني و بزبط وقتي و بمر باخدك

داليا : دايما بتحكي هيك و بتنسى , انا حاسة انه في حدا شاغل بالك غيري و مش مرتاحة
حسام(بتوتر):لا لا ابدا يا حبيبتي شو هالحكي هاد , اليوم بس اشوفك بأثبتلك انه مافي من هل الحكي

داليا : طيب لنشوف
حسام:اوي تشاو حبيبي

داليا :باي

تمشي داليا و هي تفكر في و تقول والله مجدي انتبه لمشاكلي اكتر من حسام ...

في الطرف الأخر , يتصفح حسام المدونات , و ينظر إلى الصور و ما كتب عن الاجتماع و يقرر ان يخبر ميرندا لتنضم لمجموعة المدونين , عسى ان يكتشف عن حياتها اكتر و يذهب الشعور الغريب الذي يراوده
******

في منزل ام سرور , وه يتجلس و تشرب القهوة , يدق الباب

تتوجه نحو الباب بحركة بطيئة نظرا لصحتها , و تفتحه واذا بإحدي جاراتها تحمل طبق من طعام و بإبتسامه عريضة

كيفك يا ام سرور ؟؟
ام سرور (بإستغراب) : يا هلا ام سعد يا هلا تفضلي

ام سعد (وهي تقدم الطبق ): شوية دوالي اشتهتلك ياهم
ام سرور: يسلمو غلبتي حالك ادخلي فش حدا عندي
ام سعد (تمشي إلى غرفة الجلوس و هي تعرف طريقها عن ظهر قلب): شو اخبارك ؟
ام سرور: تمام , انتي شو اخبارك و اخبار بناتك وابنك ؟

ام سعد :والله يا مسرور انا جاي عندك عشان هيك
ام سرور: خير شو في ؟

ام سعد : حاسة انه بنتي رانيا معملها عمل
ام سرور: شو هلحكي ؟؟ ليه ؟

ام سعد :ما أنتي شايفه كم واحد اجى و كلهم برجعوش , البنت صارت 28 سنة و شكلها رح تقعد بوجهي
ام سرور: ما تحكي هيك هاد النصيب يا ام سعد

ام سعد : نصيب شو يا ام سرور , بألوك البنت معملها عمل , و بدي تروحي معي عند الشيخة ماغيرها
ام سرور: مممم انا بعدني مو مقتنعة عادي , هي بنت ام حازم داليا الصبية بتعرفيها

ام سعد : اه صحيح خطبت ؟
ام سرور: لا و بعدها صغيرة و حلوة , وانتي بتعرفيها

ام سعد :اه معقول ليه بعرف انه اجاها خطيب محرز و مرتب
ام سرور: النصيب , عشان تعرفي انه الشغلة مش بالعمر

ام سعد : مش عارفة , لازم ازور الشيخة عشان تعملها اشي يفك العقدة
ام سرور: بروح معك بس من هلا بقولك انه على الفاضي انا خبرة و هي شغلة نصييب

ام سعد : طيب وابني سعد , كل شي جاهز و مش ملاقي كمان , ما تحكي نصيب !!
ام سرور: ممم ابنك سعد انا بلاقيله , ما عليكي وانتي...

ام سعد :له له بتعرفي انه ما بنساكي
ام سرور: تشربي قهوة

ام سعد : و بقدر احكي لا
ام سرور: يلا شوي و بجيبها

Monday, August 20, 2007

الحلقة السادسة عشرة \ الموسم الثاني \ج1







يوم الأربعاء في منزل داليا فترة ما بعد العصر


أم حازم (في غرفة النوم ) : أبو حازم بقولو بعد بكرا النتائج


أبو حازم (و اقفا يبحث في خزانته ) : نتائج شو ؟


أم حازم (مستغربه و ترفع حواجبها ): ول ناسي؟ بنتك توجيهي ولا ما كنت بتعرف


أبو حازم (وهو يحك رأسه ): أه والله توجيهي , شو ما كنت بعرف شو قصدك


أم حازم : ولا شي

أبو حازم : على كل الله يستر


أم حازم (تحرك يديها باستفهام ): امين , شو شكلك مش واثق من بنتك

أبو حازم: البنت شو ما تجيب نعمه مش راح تفرق اكتير


أم حازم (بنبرة حادة ): ليه , لتكون مش ناوي ادرسها جامعة او كليه , اسمع انا ما بخليها بوجهي


أبو حازم (صوت يرتفع و ينخفض و بعصبية ): لا , يعني انا يلي انتكب , مش لما تخلص اختها الجامعة , من وين بدي الحق انا شغلين و بشتغل وبنتك بجامعة حكومية يعني ارخص من هيك مافي , مالي حمل ادرس ثنتين , بعدين مش لما تنجح و تجيب معدل يدخلها جامعة حكومية


أم حازم:قول ان شاء الله تنجح و تيض وجهنا


أبو حازم (وهو يخرج ثيابه و يخلع ما يرتدي ):ااه ان شاء الله , كويس ما حدا بيعرف انه عندي بنت توجيهي


أم حازم(نبرة استهزاء ):ليه مستحي يعني ؟؟؟؟

أبو حازم :لا بس بنت ابو طلال جابت السنة الماضية 97 , و بنت المراسل جابت 87 , و بنتك وبعرفها مش شغل معدلات


أم حازم:هلا صار اسمها بنتي ؟؟ يعني مش بنتك

أبو حازم (وهو ينتهي من لباسه ):يلا سمعني الشريط تبع كل مرة انا مش مهتم بالبيت و مقصر


أم حازم (بنبرة حزينة ):شريط ؟؟ هلا هيك يا ابو حازم كلامي صار زي الشريط


..أبو حازم (وهو يقف امام المرآة يصفف شعره ): خلص خلص , انا زهقت من هاد الحكي لنشوف شو بتجيب البنت بعدين منحكي , انا طالع على القهوة , سلام


أم حازم (نظرة استغراب و تعجب ):نفس اعرف شو بتعملو بالقهوة بس


أبو حازم (بإبتسامة عريضة ): منحكي على النسوان هههههه


يخرج ابو حازم من الغرفة و يخرج من المنزل , تتوجه ام حازم إلى غرفة البنات , لتجد أبنتها ديمة على جهاز الكمبيوتر تضحك و تطبع على الكي بورد , يلفت نظرها بعض الرسومات على الشاشة من ورد و قلوب , تدخل إلى الغرفة لتنظر بوضوح , تحس ديمة على دخول امها ف تغلق بعض النوافذ


ديمة (بصوت عفوي ): في شي ؟

الأم (نبرة استغراب , و هي تحاول فهم ما يجود على الشاشة ): لأ , شو عم تعملي؟ و ايش هاد الموقع

ديمه(تجاوب بحذر ) : عم بحكي مع صحباتي , هاد موقع كروت


الأم: كروت شو يماما؟


ديمة : هاد موقع , اذا الواحد بدو يبعت كرت معايدة او تهنئة هيك أشياء , بحط عنوان يلي بدو يبعتلو و بيوصلو


الأم (وهي تحس انها لم تفهم شي ): اه اه طيب كويس


الأم (وهي تؤشر على اسفل الشاشة ) : هاي ليش هيك عم تضوي و تطفي ازرق شو يعني ؟


ديمة (محتارة ): اه ولا أشي هي هيك لحالها


الأم (تحس بشي في كلام بنتها و تحاول اكتشاف الموضوع ) : بس ما كانت هيك قبل شوي هيك كانت طافية , اكبسي عليها


ديمه (وهي تنظر يمين و شمال و تحاول التهرب بإختلاق موضوع اخر ) : صحباتي بحكولي انه النتائح بعد بكرا


الأم : اه و انا هيك سمعت


ديمة : انا بدي ادرس جامعة من هلا

الأم(وهي نتظر ببإتسامة مبهمة ) : اكيد ياماما رح تدرسي جامعة بس

ديمة: هاد الحكي من عندك ولا من عند ابوي



الأم(وهي تلمس رأس بنتها بحنية ) : من عند ابوكي


تخرج الأم من الغرفة و هي تتمتم مع نفسها

Wednesday, August 15, 2007

الحلقة الخامسة عشرة \ الموسم الثاني \ ج3


كتبتها نريات


* * * * *
في تمام الساعة الواحدة، خرجت ميراندا من مكتب فؤاد... مرّت بابي الهول... و ضاربة بكلّ بروده و هدوئه الذي يشبه الحجارة عرض الحائط، خاطبته بكلّ مودّة و انطلاق و دون أيّ حواجز: عمّو انا نازلة بريك... بدّي أوصل أتغدّى... بدّك اشي؟



و بهدوء جامد لا يشبه بشكلٍ من الأشكال نبرتها أجابها مثبّتاً نظرته الباردة عليها: لأ... شكراً.

..
ردّت بكلّ مودّة و هي تعبر الى باب الشركة: ولا حتى آيس كريم؟ و ضحكت غير عابئة بكونها- في الواقع- تكلّم نفسها... ثم أغلقت الباب خلفها و هي تحييه: بااي


...
مرّت عشر دقائق كانت بعدها تعبر الباب الى القاعة الواسعة التي أقيمت فيها ورشة العمل التابعة لمخيّم التبادل الطلّابي... كانت الكثير من الطاولات الأنيقة تنتشر في القاعة... و حول كلّ طاولة جلست مجموعة لا تتعدى الخمسة أشخاص


...


أومأت ميراندا الى المتحدّث محيّيةً اياه بابتسامة، و سارت بهدوء الى الجدار المقابل الذي اصطفّت على طوله مقاعد مخصّصة للحضور الذين لا يرغبون في المشاركة في المجموعات و اتّخذت هناك مقعَداً لها... لم تعي ميراندا ما كان

يقوله المحاضر، فقد كانت مشغولة بمراقبة الحضور



... كانت تتفحصهم جميعاً...


فتية و فتيات لا تتعدّى اعمارهم منتصف العشرينات... و من بين الجمهور... اصطادت عيناها المدرِّبتان شابّاً من المشاركين جالساً على احدى الطاولات... كانت سيماء الجديّة تبدو عليه... كانت عيناه اللتان لم تتمكّن من رؤية لونهما الأخضر من مكانها تتابعان المحاضر باهتمام شديد من خلف نظاراته... كانت يده تتحرّك كلّ فترة مدوّنةً شيئاً ما على الأوراق التي أمامه... و كان أحياناً يميل على زميلته و يهمس في أذنها شيئاً ما... و أحياناً كان يهزّ يده التي أسدلها الى جانبه باشارات تدلّ على انسجامه الشديد بالحديث... و كان ممّا لفت نظرها كونه ملتحياً... لكنّ شعره الطويل المسرّح بالاضافة الى ملابسه كانا يضفيان عليه مظهراً عصريّاً


...
لم يطل الوقت حتّى انهى المحاضر حديثه و أعلن عن استراحة لمدة نصف ساعة... فلم تضيّع ميراندا الوقت و توجّهت مباشرة الى رزق و شيماء... كان رزق يتحدّث بحماس... و أبطأ في كلامه و أخفض صوته حين لاحظ اقتراب ميراندا قبل أن يسكت تماماً... التفتت شيماء لتدرك سبب سكوت رزق حين أبصرت الحسناء تقترب...



اتّسعت ابتسامة ميراندا حين اقتربت و بادرت رزق حين أوشكت أن تصل: بليز ما تقطع كلامك بسببي... كمّل... مش قصدي أقاطع


...

حدّث رزق نفسه: مش أعرف انتي ايه الأوّل؟


و ردّ عليها بصوت مرتفع و بابتسامة لبقة: أهلاً بيكي... أبداً ما فيش مشكلة... كلام عامّ يعني

...
ابتسمت ميراندا و مدّت يدها لمصافحة رزق بمودّة و عرّفت بنفسها: ميراندا من اسبانيا

...
ردّ رزق: و انا رزق من المرّيخ... و ضحك ثلاثتهم قبل أن يستدرك رزق: لا أنا بهزّر... أنا رزق من مصر...


ثم نظر الى شيماء مبتسماً: و دي شيماء برضو من مصر... ثم نظر مباشرة الى عيني شيماء التي خجلت و خفضت بصرها مبتسماً و أكمل: اجدع بنت فـ مصر

...
ابتسمت ميراندا بسعادة بادية و قالت: مبسوطة اني التقيت فيكم... خفت ما ألاقي ترحيب لأنّي غريبة


...
ابتسمت شيماء بدهشة بادية و ردّت: غريبة ايه يا شيخة! ده انتي بتتكلمي عربي و لا أجدع العرب يا بنتي!


و ضحك ثلاثتهم دون أن تلاحظ ميراندا اقتراب امرأة شابّة اوروبية المظهر من خلفها... لمست كتفها... و ما ان استدارت ميراندا حتّى انطلقت المرأة الأوروبية مرحّبة بحرارة:


Martha! How come! In Jordan? What brought you here?


كانت أقلّ من ثانية تلك الّتي ظهر فيها ذلك التعبير الغريب الذي جمع بين المفاجأة و الضيق... كانت لحظة لم تلتقطها سوى عينا شيماء... و حدّقت في ميراندا التي تناولتها المرأة الأخرى بين أحضانها و عانقتها بحرارة... و بابتسامة صادقة... و بين تساؤلات شيماء و دهشة رزق و سعادة المرأة... استعادت ميراندا توازنها في أقلّ من ثواني و عاشت حميمية اللحظة مع صديقتها... ابتعدتا عن بعضهما... و نظرت كلٌ منهما الى عيني الأخرى بشوق...
ردّت ميراندا بسعادة:


It's life Betty! It's life that parted us in the past and gathered us now!


و اتجهت الى رزق و شيماء: هادي بيتي... صاحبتي من زماان، كنا سوا فأمريكا... ثمّ اتجهت الى صديقتها و قالت:
These are Rize2 and Shayma2 from Egypt…


اقتربت شيماء من ميراندا و همست مبتسمة: عفواً حضرتك اسمك مارثا؟ مش قلتي...



و قاطعتها ميراندا ضاحكة: مارثا اسم التعميد حبيبتي.. كانت بيتي تناديني مارثا مشان كان اسم ميراندا يدايقها شوي

...
ابتسمت شيماء محاولة أن تقنع نفسها...


كانت بيتي تراقب ثلاثتهم في سعادة دون أن تفهم كلمةً واحدة مما يقولون... لكنّ ابتسامة ميراندا الودودة و حديثها المتدفّق و عربيّتها التي تسودها لكنة اجنبية و التي اضفت عليها مزيداً من البراءة بدّدت أيّ شكوك لدى شيماء... و شيئاً فشيئاً انخرطت معهم في حديث كان ينتقل احياناً للانجليزية حين يشمل بيتي...



و افترق الأربعة بعد أن تبادلوا عناوين البريد الالكتروني حين أعلن المحاضر انتهاء الاستراحة


...

Tuesday, August 14, 2007

الحلقة الخامسة عشرة \ الموسم الثاني \ ج2

كتبتها نريات
المشهد الاول

حدّق رزق في العصفور الواقف على يده... ملأته الدهشة و هو يراقب أغنية سامي يوسف تنساب من فم العصفور بدل التغريد... نفض يده ليبعد العصفور الغريب لكنّه لم يكن ليبتعد عن يده... بدأ يشعر بالضيق... نفض يده مرّة أخرى... ثمّ فتح عينيه فجأة ليدرك أن أغنية سامي يوسف لم تكن الا جرس هاتفه المحمول
!
تناول هاتفه بسرعة دون أن ينظر حتّى من المتّصل... ردّ باندهاش و بنبرة شبه حالمة: ألو؟

جاءه صوت شيماء من الناحية الأخرى ضاحكاً مليئاً بالحيويّة: صباح الخير... ازيّك؟

رزق: اه!... صباح الخير! شيماء؟

شيماء: و مين هيضربلك تلفون من وشّ الصبح الّا شيماء
ابتسم رزق ناسياً أن الهاتف لا يحمل الابتسامات... لم يكن قد استيقظ تماماً بعد...
فاستحثّتهُ شيماء: ألووو؟ انتَ معايا؟

رزق(متذكّراً كل شيء فجأة): آه... ايوه... سوري يا ماشا أنا لسّا صاحي
...
شيماء (ضاحكة): آآآ... مهو انا استاهل برضه! حد يتكلّم الساعة تمنية ووو (ناظرة الى ساعتها) سبع دقايق و عشرين ثانية

رزق: لا معلش... حصل خير

شيماء: انتَ عارف ان احنا مبارح و احنا متّاخدين في المدوّنين و اجتماعهم ده نسينا انّ النهاردة في ورشة عمل!
رزق: يوووه... و هتروحي؟ دوشة و ناس كتير و كلّو كلام لا يودّي و لا يجيب
شيماء: أهو حاجة من ريحة المخيّم اللي جايين علشانو! يللّا بقى بلاش كسل... جهّز نفسك و كلّمني علشان اعرف امتى بالزبط انزل من الأوتيل
...
رزق: هيّ ورشة العمل دي الساعة كام؟

شيماء: هداشر... و هتفضل شغّالة للمسويّة كده
...
رزق: اوكي... أنا ساعة ان شاء الله و هكلّمك
...
أغلق رزق هاتفه و ألقاه على الكومودينو المجاورة... القى بنفسه على السرير... و عادت به أفكاره الى مصر... الى كليّة الطب... تذكّر فتاته... لماذا يجرؤ على الحديث مع جميع الفتيات و لا يجرؤ حتى على القاء التحية عليها! لم يعرف حتّى ما الذي ذكّره بها الآن...
هزّ رأسه بسرعه و همس: انسى يا رزق! ده انتَ حتى ما تعرفهاش

تذكّر رزق رفيقة رحلته المصريّة و ابتسم، انّها صديقة رائعة و مرحة، و ضحك رغماً عنه حين تذكّر اخطاءها العفويّة التي لم تتوانى أن تضحك عليها هي نفسها... انها لا تتوقّف عن الحديث... و هو لا يتمالك نفسه فتنهال عليه الأفكار و الأحاديث حين يكون برفقتها... و أحياناً يعلو ضحكهما كاثنين لا يحملان ايّ هموم...
جلس على السرير و أنزل قدميه... و استعدّ للوقوف و الذهاب الى الحمّام ليستعدّ لنهار حافل
********
المشهد الثاني

في مكانٍ ما... كان هناك رجل يجلس في غرفة مغلقة... مشبّعة بضباب السجائر... أطبق على سيجارته بين شفتيه... و عبر الدخان المتصاعد كان ينظر الى الشاشات الكثيرة حوله... و كانت يداه تتجوّلان فوق المفاتيح و الأذرع التي انتشرت على الرقعة التي أمامه... و على احدى اللوحات الرقمية الصغيرة التي كانت أمامه، انحنى و قرأ الرقم، ثم ضغط بضعة مفاتيح، و أدخل رقماً معيّناً... فأومضت احدى شاشات العرض التي ملأت فراغ الجدار المقابل له و اختفى المشهد السابق لتظهر شقّة ميراندا... فتناول سيجارته بين أصابعه بعد أن فرغت يداه و جلس يراقب الغرفة الهادئة التي بدت أمامه...
كانت طاولة المطبخ الصغيرة تظهر أمامه مباشرة بكراسيها الأربعة... و بعدها كانت هناك مساحة فارغة تفصل الطاولة عن باب الشقّة... و بجانب الباب علّقت لوحة فنّية اتسمت بألوانها الهادئة... و كانت الأرض المغطّاة بالخشب مفروشة ببساطٌ صوفيّ انيق... و في ركن الشاشة الأيمن ظهرت زاوية الشقّة و قد ترتّبت فيها بضعة قطع من الكنب... و على الأرض كانت هناك قطعة من السجاد الوثير المليء بالزغب
...
و فجأة قطع الصمت صوتٌ كرنين الجرس صدر من حاسوبٍ محمول كان ملقى على احدى الكنبات
...
و على الجهة الأخرى... عبرت ميراندا الصالة مسرعة و هي تتقافز برشاقة ثم ألقت بنفسها على الكنبة الوثيرة... و بمهارة تناولت الحاسوب متفاديةً وصلة الانترنت التي تدلّت منه و وضعته في حجرها
...
ابتسمت بجذل حين فتحت بريدها الالكتروني و رأت اسم المرسل... و لم تنتظر قبل أن تشغّل برنامجاً لا يمت بصلة الى أي من أنظمة التشغيل المعروفة... و ارتسمت على شاشتها نافذة احتلّ فراغ للكتابة مكاناً كبيراً منها... و تتالت الأسطر... بضعة أسطر منها، و بضعة أسطر من الجانب الآخر
...
أغلقت ميراندا بعد ذلك حاسوبها... عبرت فراغ المطبخ... و اختفت في الزاوية اليسرى من الشاشة التي يراقبها الرجل الذي يجلس في الغرفة المليئة بالدخان... و لم تعُد مرئيّة له
...
على شاشة أخرى جانبيّة، و مع استمرار الشاشة الرئيسية بمراقبتها، أعاد الرجل المشهد الى الوراء... و أعاد اللقطة التي تناولت ميراندا فيها حاسوبها... و أوقف المشهد... قرّب المشهد، و ركّز على وصلة الانترنت التي تتدلّى من خلف الحاسوب... نظر اليها مليّاً، و قال لنفسه: شو استفدنا من كلّ هالتعب اذا هيك
تناول الرجل هاتفه الخلوي و أرسل الرسالة التالية
"مرحبا صديقي... الجدول اللي عم يفوت على أرض الفلّاحة عم يحمل رمل كتير و مش عم نعرف اشي عنّو... لازم تحفر بطريقو و تفحصو..."

Monday, August 13, 2007

الحلقة الخامسة عشرة \الموسم الثاني \ج1

كتبتها نريات
بعينين متكاسلتين كانت ميراندا تسكب كأساً من اللبن المنزوع الدسم... وقعت عيناها على الرقاقة الفضيّة الملقاة على طاولة المطبخ، اتسعت ابتسامتها ببطء و هي تتذكّر كيف وجدتها عالقة بطرف ردائها حين عادت من الخارج ليلة أمس
...
كانت هذه من ابسط الأدوات التي استخدمتها خلال مسيرة حياتها... حين ابصرتها تناولتها بلطف و قلبتها و لم تستغرق طويلاً حتى عرفت جهاز التنصت الدقيق... لم تحتج حتى لمعونة الموجات الكهرومغناطيسية لتميّزه... القته على طاولة مطبخها بلا اكتراث
...
اقتربت من الطاولة و طرقت كأس اللبن قرب الرقاقة الصغيرة بجذل محاولةً أن لا يصدر صوت لضحكتها و هي تتخيّل كيف اجفلت ذلك الشخص الجالس على الطرف الآخر محاولاً ان يلتقط أدنى صوتٍ تصدره... انحنت على الطاولة قليلاً و قالت بصوت مرتفع: مش معقول هاد الحرّ!

كتمت ضحكتها و تناوت كأس اللبن و همّت برفعه الى فمها حين دقّ جرس الباب... نظرت الى الباب قليلاً ثم نظرت الى ساعة يدها و حدّثت نفسها و قد علت وجهها ابتسامة متسائلة: مين بدّو ييجي عندي الساعة سبعة و نص الصبح!!

قفزت من كرسيّها المرتفع برشاقة و فتحت الباب و وقفت في فتحته... نظرت مليّاً الى الرجلين، بدا انهما فنّيان و قد حمل أحدهما علبة معدات معدنية...
نظرت اليهما بتساؤل، فبادرها أحدهما بانجليزية ركيكية:
Good morning, Mr. Abu Ali say u live in his house!

ضحكت ميراندا و بادرتهما بعربيّة صحيحة: صباح النور... ايوه انا مستأجرة بيت حج أبو علي... اي خدمة؟

ظهرت علامات الدهشة على وجهي الرجلين اللذين انفجرا بالضحك و قال أحدهما: و الله حكالنا أبو علي انو اللي مستأجرة بيتو أجنبية، بس ما حكالنا انك بتعرفي تحكي عربي!

ابتسمت ميراندا بسذاجة و ردّت: لا بحكي و بغنّي كمان! تفضّلوا ايّ خدمة؟

ردّ احد الرجلين: على علمي انتي سكنتي و البيت مش مشطّب كامل، فا جبنا معنا طقم حنفية المطبخ مشان نركّبلك ايّاه!

ردّت ميراندا بامتنان و ابتعدت تفسح لهما المجال للدخول: ايوه عمّي كلامك مزبوط! مش عم بعرف استعملها! تفضّلوا تفضّلوا!

دخل الرجلان و باشرا عملهما بمهارة... فيما جلست ميراندا تراقب بانتباه... كانت المقابض كبيرة نوعاً ما... و لم يفت ذلك ميراندا... لم يستغرق معهما العمل أكثر من نصف ساعة، ثمّ لملما معدّاتهما، و استعدّا للخروج... و وقف أحدهما عند الباب يوصّيها: عمّو بدّك تديري بالك، السيليكون لسّا مش ناشف... ما تستعملي الحنفيّة من هلّأ، بدّك تستنّي شي ساعتين... و اذا يتعطيها مجال للضهر بيكون كثير أحسن
...
استمعت ميراندا لوصايا الرجل و هي تومئ برأسها موافقة... خرج الرجلان و وقفت ميراندا عند باب شقتها و ودّعتهما بعبارات الشكر: شكراً عمّو... يعطيكم العافية... شكراً كتير
...

اغلقت باب شقّتها الاستوديو و وقفت تحدّق بالمقابض... اقتربت من الصنبور الجديد و وقفت تتأمّل المقبضين الضخمين بالأزرار الكريستالية التي تتوسطهما... كانت فكرةٌ ما تدور برأسها...
همست لنفسها: معقول؟ عند حنفيّة الميّ؟ اقتربت من المقابض جيّداً و حدّقت فيها عن قرب، و قالت بهمس تعمّدت أن تجعله مسموعاً: واو عمّو ابو علي! فعلاً بتتعامل مع صنايعيّة فنّانين! لكنّ ما كان يدور في رأسها كان شيئاً مختلفاً تماماً...

تناولت حاسوبها المحمول و جلست... انطلقت أصابعها تجوب لوحة المفاتيح بمهارة شديدة، ثم ضغطت مفتاح الادخال و انتظرت بضعة ثواني امتلأت الغرفة خلالها بأمواج كهرومغناطيسيّة لم يكن بقدرة أي جهاز آخر ادراكها لشبهها الشديد بالتشويش الطبيعي... و على شاشتها أومض زر صغير في الزاوية العليا
...
همست لنفسها: "آها"... و حين تموضع المؤشر على الزر الصغير المضاء، ضغطت مفتاح الادخال... فارتسم على شاشتها -التي لا تشبه بشكل من الأشكال لا مايكروسوفت ويندوز و لا أيّاً من البرامج المعروفة - نموذج شديد الدقّة لشقّتها، و على احد المقابض الضخمة التي تمّ وضعها قبل قليل كانت نقطة صغيرة تومض بشكل متقطّع
...
ابتسمت ميراندا لنفسها منتشية بذكائها محاولةً ان لا يظهر عليها أيّ شيء و حدّثت نفسها: آها... نشاط الكتروني... كنت عارفة انو هالحنفيات مش بريئة...
و دون أن تنظر باتجاه الصنبور فكّرت: الكريستال مش عالفاضي، مقصود مشان الرؤية خلالو تكون ممكنة... مافي غيرها... كاميرا! و الله انّك شيطان يا فؤاد! انتَ أو... و لم تكمل جملتها...

Wednesday, August 8, 2007

الحلقة الرابعة عشرة \ الجزء الثالث





الجزء الثالث



وصل فؤاد و هيام الى غرفتهما في فندق الهيلتون في روما


كانت هذه اول مرة تزور فيها هيام روما لكنها ليست الاولى لايطاليا فقد اصطحبها فؤاد معه في رحلة قبل عدة سنوات الى ميلان

الغرفة كانت عبارة عن جناح مكون من ثلاثة غرف غرفتين للنوم و غرفة استقبال


لم يرق لهيام وجود غرفتين للنوم و عندما غادر الحاجب الغرفة اقتربت من فؤاد و لمست وجهه بحنان


هيام: فؤاد ليش غرفتين نوم؟ انا بعرف بتحب تكون باحسن غرف الفندق بس هيك مش حلو


فؤاد ابتعد قليلا و اجاب: حبيبتي انا قلت لك انا جاي بشغل و يمكن اضطر اطلع و ارجع بأوقات بتكوني فيها نايمة فا انا ما بدي ازعجك


هيام: كيف يعني؟ رح اقضي وقتي لحالي بروما؟ انا ما بعرف الطرق ولا بعرف شو اعمل ولا وين اروح


فؤاد: انا رتبت لك كل شي.في زوجة صديق الى ايطالية اسمها غابريلا رح تيجي و تاخدك و تقضوا مع بعض. وقت حلو


هيام: و هاي كيف بدي اتفاهم معها؟انا ما بعرف تلياني


فؤاد: غابريلا بتعرف انجليزي منيح ما تهتمي و بوكرا الصبح عالساعة تسعة رح تتصل فيكي


هيام و قد سلمت امرها لله : طيب بس طبعا بشوفك عالعشا

فؤاد: ان شاء الله بحاول اكون هون


توجه فؤاد الى الغرفة الغربية : تصبحي على خير


هيام بحزن: و انت من اهله


توجهت الى غرفتها و قد اختلطت مشاعرها خلعت ثيابها و اخدت حماما ساخنا احست بعده بالانتعاش و مع ان الساعة اقتربت على الخامسة صباحا الا انها لم تشعر بالنعاس


خرجت الى شرفتها المطلة على حديقة الفندق كان المشهد رائعا فالشمس قد بدات تخط السماء باشعة فضية مائلة للحمرة و الهدوء يعم ارجاء الفندق ما عدا بعض الموظفين الذين بداوا يستعدون لنهار جديد نسمات الصيف الرقيقة لامست وجنتيها فاخذت نفسا عميقا و اغمضت عينيها


Image Hosted by ImageShack.us



عادت اللى الغرفة و على جانب غرفة الجلوس وجدت ابريق ماء كهربائي و اكياس من الشاي و القهو ة و كرت رقيق "مع تحيات الفندق


صنعت لنفسها كوبا من القهوة السوداء كما تحبها و جلست في الشرفة


هيام لنفسها:هالقعدة لحالها بتسوى الدنيا


غفت في مكانها و لم تعي الا وقد لسعتها اشعة الشمس و جعلتها تستفيق


كانت الساعة قد تجاوزت السابعة اتجهت لغرفة فؤاد فوجدته قد غادر الفندق


تذكرت هاتفها الجوال و تفقدته و رأت انه قد تحول من الشبكة الاردنية فاست لينك الى الشبكة الايطالية تيليكوم ايتاليا


ابتسمت و بدأت ترسل رسالة نصية


" بنجورنو من روما
تركت هاتفها على السرير و بدات بعمليات الصباح الروتينية من تنظيف اسنانها و وجهها


وقفت امام المرآة تبدي اعجابها بقامتها الممشوقة ضحكت لنفسها و قالت:


فشروا بنات العشرين

سمعت صوت الهاتف يعلن عن وصول رسالة ركضت الى السرير و قرأت " ..يسعد هالصباح نورتي اوروبا كلها ايمتى رح اشوفك؟


Image Hosted by ImageShack.us



فاجأها السؤال و لم تدري ماذا تجيب فخالد صديقها منذ سنتين تبادلت معه الكثير من الاحاديث بعضها كان خاصا جدا باحت له بمكنونات قلبها بالامها و احزانها و اخبرهاعن حياته صديقاته و اصدقائه اهله و مشاكله لم تتجاوز علاقتهما كلمات على برامج المحادثة او رسائل نصية و بضع مكالمات اسبوعية لكنها لم تفكر يوما برؤيته


كان بالنسبة لها صديقا افتراضيا و كانت له كل شيء
للحظات لم تدري ماذا تكتب له و في النهاية كتبت


"ما في مجال تشوفني انت عارف

جائها الرد هذه المرة عبر اتصال و ليس رسالة


نظرت الى الى الرقم الذي تعرفه جيدا و قررت ان تجيب على المكالمة
خالد: بونجورنو لاحلى سينيورا


هيام: صباح الخير كيفك

..
خالد: انا هلا صرت بخير ايمتى وصلتي؟


هيام: وش الصبح ...تخيل غفيت عالبلكونة


خالد:الهيلتون كتير حلو نزلت فية قبل شهرين بس انا بحب اشوف و ما اتخيل


هيام: خالد شو قصتك


خالد: انتي هلا قريبة مني كتير يعني بخلال اكم ساعة بكون عندك


هيام: شو انجنيت انت عارف اني مش جاي لحالي


خالد: معقول تضيعي هيك فرصة معقول تكوني قريبة و ما اشوفك؟


هيام: اكيد لا مستحيل اللي بتقولو


خالد: ليش هيك؟ هيام ما تخليني ازعل انتي عارفة زعلي عاطل


هيام: ليش تزعل انا ما قلت رح اشوفك ولا قلت رح اقابلك


خالد:النا سنتين تشات و تلفونات و هلا فرصة نتقابل


هيام: مستحيل .كمان شوي رح اطلع جاي وحدة تاخدني و ما رح اكون لحالي


خالد: انا ما قلت اليوم ..بوكرا بشوفك اوكي؟


هيام و قد احست في صوتة بلهجة امرة لم تعتدها منه ساورها شعور بالخوف لم تعهده من قبل


هيام: خالد خلينا اصدقاء متل ما نحنا ليش بدك تشوفني


خالد: اصدقاء؟ ليش يا هيام؟ انتي مش عارفة انتي شو بالنسبة الي؟؟ انتي غيرتي حياتي..انتي اصلا حياتي.. لازم اشوفك


هيام: لا يا خالد بترجاك تنسى هالموضوع


خالد:لا حبيبتي ما رح انسى و رح اشوفك..بوكرا بتلاقيني بالهيلتون قدامك.او يمكن اليوم..ممكن انا اكون هلا هناك.. ممكن بالغرفة الي جنبك


و ضحك ثم قال .اليوم اعملي اللي بدك اياه بوكرا الي لوحدي


هيام: خالد..بليز..ارجوك لأ


خالد: باي حبيبتي..موعدنا بوكرا


لم تدر هيام ماذا تفعل احست بالم شديد في معدتها و حرقة في قلبها رمت بنفسها على السرير و بكت بكاء مرا


انا غلط كلي غلط ما كان لازم اقولو انا وين هدا مجنون مجنون


مرت ساعة لم تتوقف فيها عن البكاء عندما رن هاتفها مرة اخرى نظرت بذعر الى الرقم لكنه كان رقما غريبا اجابت بعد ان حاولت ان يبدوا صوتها طبيعيا
هيام: الو


صوت نسائي على الطرف الاخر بلهجة انجليزية تشوبها اللكنة الايطالية: بونجورنو هيام انا غابريلا انتظرك في ردهة الفندق


نهضت من مكانها بسرعة و توجهت الى المرآة

هيام: وجهي تنفخ و عيوني متل البالونات


فتحت الثلاجة الصغيرة و اخرجت مكعبين من الثلج و ضعتهما داخل محارم ورقية و غطت عينيها املة ان يزول الانتفاخ


لم يكن لديها الوقت الكافي فغابريلا تنتظرها قررت وضع طبقة من المساحيق لتخفي الما اعيا القلب وظهر بعضا منه على وجهها



ارتدت ملابسها بسرعة و اخذت حقيبتها و همت ان تضع هاتفها الخلوي في داخلها عندما ساورها ذلك الشعور من جديد..احست بقلبها ينقبض و بدات عيناها تدمع ..اخذت نفسا عميقا


ماذا لو اتصل ثانية و هي في صحبة غابريلا؟


اترك الموبايل بالاوتيل احسن ...بس اذا فؤاد بدو يحكي معي؟
اللي بده يصير يصير انا بتصرف وقتها


وصلت الى ردهة الفندق و جالت بنظرها باحثة عن سيدة لا تعرف شيئا عن ملامحها عندما سمعت صوتا من خلفها


هيــــــــــــــــــــام
_____________
قريبا
ماذا كتبت جريدة الدستور المصرية عن المسلسل؟؟

Tuesday, August 7, 2007

الحلقة الرابعة عشرة \ الجزء الثاني





لقاء المدونين

Image Hosted by ImageShack.us





وصلت الفتاتان الى مكان الالتقاء المنشود و نزلتا من السيارة و توجهتا الى الباب


داليا: فكرك وصل حدا ولا نحنا اول ناس انا ما بحب اوصل اول وحدة



نادين: هلا منشوف ..انتي بتعرفيهم كلهم؟


داليا: تقريبا بعرفهم كلهم و كمان يمكن تيجي مدونة مصرية اسمها شيماء هلا موجودة بالاردن



دخلت الفتاتان و عرفت داليا بنفسها وقدمت لهم نادين



شيماء:شايف يا رزق دول بقى المدونين ناس عاديين مش من كوكب تاني


رزق: لا بقى ..دول من كوكب تاني... كوكب المدونين


في الطرف الاخر جلست نادين قرب مجدي




نادين: انت بتدون من زمان؟



مجدي:من سنتين


نادين: انا ما عندي مدونة بس مرات بكتب شعر و مفكرة اصير اكتبة بمدونة


مجدي:حلو ..بتكتبي شعر حر ولا موزون؟؟


نادين وقد شعرت ان السؤال حاصرها اجابت:يعني هيك و هيك


مجدي: انتي بتشتغلي؟


نادين:هلا بشتغل بس لما اتجوز بدي اتفرغ لبيتي وولادي


مجدي:غريب انه بنت بعمرك بتفكر هيك..هاي اجا غسان


دخل غسان و القى التحية على الجميع


رنا بعد ان غمزت لنسمة طرف عينها:: تغديت يا غسان


غسان: مقلوبة و حياتك


نسمة: انا اكلت ملوخية و حياتك


نادين: لا.انا ما بطيق الملوخية


غسان: ها..شايفة مش بس انا هاي في ناس هون بتفهم


مجدي: داليا..اخر اشي كتبتية ابواب لم نفتحها من قبل كلام في غاية العمق خلاني افكر كتير


داليا: الحياة اكبر معلم يا مجدي


مجدي: بس من فترة حسيتك كتير متضايقة و متنكدة


داليا: فترة و عدت


رنا: فكرك مين هادا د. اتش اللي بيعلق عندك؟انا بحس من لهجتة انه مصري



رزق: مصري؟ مش انا والله


ضحكوا جميعا و اضافت داليا


داليا:مش عارفة بس هالايام عم بيداوم بشكل رسمي عندي


احضرت نسمة كاميرتها الرقمية و بدات تلتقط بعض الصور

مجدي: ليكون ناوية تنزليهم عالمدونة بوكرا؟

نسمة: اه طبعا عشان اللي ما اجو يشوفو اديش انبسطنا و المرة الجاية يجو و كمان بتضل زكريات حلوة النا

شيماء: صورة هنا يا نسمة لو سمحتي


اقتربت قليلا من رزق



شيماء: رزق ...اضحك عشان الصورة تطلع حلوة


شعر رزق بعدم الارتياح و لم يرد ان يخذل شيماء


نادين: نسمة و انا كمان ما بدك تصوريني؟


نسمة: اه طبعا..اقعدي جنب داليا



ذهبت نادين و جلست قرب غسان


نادين: هون الديكور احلى..و ابتسمت لغسان


انتهى اللقاء مع تعهد من قبل الجميع بتكراره ثانية

....


توجهت داليا مع نادين الى سيارتها و في داخلها بركان يشتعل


____




الجزء الثالث..


ماذا حدث لهيام في روما




غدا




Monday, August 6, 2007

الحلقة الرابعة عشرة \الموسم الثاني





الجزء الاول


وقفت داليا اما م ثيابها الملقاة على السرير تحاول ان تقرر ماذا ترتدي

فاليوم ستقابل لاول مرة مدونين عرفتهم من خلال كلماتهم

جربت كل قطعة في خزانة ملابسها ولم تصل الى قرار

الانطباع الاول هو الاخير" قالت لنفسها " ما بدي يفكروني تافهة بهتم بالمظاهر و كمان مش لازم اكون متل المشردين"


حملت هاتفها و اتصلت بنادين
داليا: نادين شو بدك تلبسي؟

نادين: عادي متل دايما.. شو الفرق يعني بين هالطلعة و اي طلعة تانية

داليا: يعني هدول ناس منشوفهم اول مرة و اكيد كل واحد كون صورة براسة

نادين: و نحنا شو بعرفنا شو كونو صور ..خليكي عادية و اللي مش عاجبو
اكملت داليا:" ينتف حواجبو


و ضحكتا سوية


داليا: طيب بتمري علي بلاش ندخل كل وحدة لحال


نادين: طيب هلا بشوف اذا ماما ما بدها السيارة باخدها و باجي


داليا : اوكي خليني اكمل لبس



Image Hosted by ImageShack.us




وقفت مرة اخرى امام ثيابها الملقاة على السرير و انتقت بنطالا بني اللون و قميصا بلون عاجي يخطه اللونين الازرق و البني

تذكرت حسام عندما راها ترتدي تلك الملابس..كان في حالة انتشاء و غنى لها بطريقة اضحكتها كثيرا



عليكي الفستان البني لونه محروق البني مش اكتر مني عليكي محروق






كادت ان تنتهي من وضع اخر اللمسات على وجهها عندما سمعت صوت والدتها تخبرها ان نادين تنتظرها
في الخارج
فتحت باب السيارة بحبور شديد و اذ بها ترى نادين و قد ارتدت ملابس في غاية الاناقة لم ترها من قبل

شعرت داليا ان نادين غدرت بها


داليا: هلا هادا العادي؟ مش ع اساس طلعة متل اي طلعة؟ مش مخلية اشي بالسوق؟

نادين: اه طبعا طلعة عادية و هاي اوعيي العادية ليش شايفيتني لابسة سوارية؟

داليا لم تعلق و اكتفت بالصمت

لئيمة يا نادين الحق علي اللي جبتك معي


لكن الندم فات اوانة


نادين: هلا احكيلي شوي عنهم لصحابك


داليا: مجدي رومانسي بيكتب شعر و عندو افكار شوي قديمة برأية الست مكانها البيت مع ولادها بس الحقيقة اخر شعر كتبة كان كتير حلو


و بدات داليا تسرد
عيناك يا حبيبتي مرسى سفينتي

تهت في بحر الحياة

و فقدت هويتي

حملتني امواج المياه

حتى وجدت في عينيك

و طني و مدينتي


نادين:مش بطال..و مين غيرو
داليا: عندك رنا لزيزة و..
قاطعتها نادين: سيبيني من البنات احكيلي اكتر عن الشباب
داليا:غسان مشكلجي... علق بمشكلة قبل فترة مع نسمة على قصة ملوخية

نادين ضاحكة:ملوخية؟

داليا: اه هية بتتغزل بالملوخية و اجا هوة يسب و علقوا سوى

نادين:اي في حدا ما بحب الملوخية..غريب

و توجهت بسيارتها الى الدوار الاول..الى مكان اللقاء المنشود
*
الجزء الثاني
لقاء المدونين
غداً